اكتشاف إشارات راديو غامضة قادمة من الفضاء.. ما القصة؟

كشف العلماء عن مصدر غير مسبوق لإشارات راديو غامضة تم رصدها بانتظام على مدى السنوات العشر الماضية، حيث كانت الأرض تتلقى نبضة كل ساعتين من منطقة بعيدة في الفضاء، حسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ووفقًا للدراسة، تعود هذه النبضات إلى نظام ثنائي يتكون من نجمين، أحدهما قزم أبيض والآخر قزم أحمر، يدوران حول بعضهما البعض بطريقة تؤدي إلى تصادم مجالاتهما المغناطيسية، ما ينتج عنه نبضات راديوية طويلة ومنتظمة، ويقع هذا النظام، الذي أُطلق عليه اسم ILTJ1101، على بُعد 1600 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة الدب الأكبر.
وتُعد هذه أول مرة يتم فيها رصد نبضات راديوية طويلة متكررة من مصدر غير نجم نيوتروني مغناطيسي، مما يفتح الباب أمام فرضيات جديدة حول نشأة هذه الظواهر الفلكية النادرة.
رصد الإشارات لأول مرة
وتمكنت العالمة إيريس دي رويتر من جامعة سيدني من اكتشاف هذه الإشارات الغامضة خلال تحليل بيانات أرشيفية من تلسكوب راديوي في هولندا، حيث وجدت نبضة تعود لعام 2015، ومن خلال فحص المزيد من البيانات، عثرت على ست نبضات أخرى بنفس النمط.
وتتميز هذه النبضات بمدتها التي تتراوح بين بضع ثوانٍ إلى دقيقة، وتصل إلى الأرض على فترات منتظمة، على عكس الانفجارات الراديوية السريعة التي تدوم أجزاء من الثانية فقط.
تحليل مصدر الإشارات
اعتمد العلماء على تلسكوب بصري ضخم لرصد المنطقة التي تنبعث منها النبضات، واكتشفوا وجود قزم أحمر يتأرجح بانتظام، مما يشير إلى وجود نجم آخر غير مرئي يسحبه بجاذبيته، وباستخدام التحليل الطيفي، تمكنوا من تحديد أن هذا النجم الثاني هو قزم أبيض، وهو بقايا نجم ميت أحرقت كل وقوده النووي.
ويشير الباحثون إلى أن اقتراب القزمين من بعضهما البعض يؤدي إلى تفاعل بين مجالاتهما المغناطيسية، مما ينتج موجات راديوية تصل إلى الأرض بعد 1600 عام على شكل نبضات منتظمة.
نتائج علمية واعدة
يؤكد الدكتور تشارلز كيلباتريك، أحد المشاركين في الدراسة من جامعة نورث وسترن، أن هذا الاكتشاف يعد دليلًا مباشرًا على أنظمة الأقزام الثنائية كمصدر للنبضات الراديوية طويلة المدى، مما قد يساعد في فهم المزيد من الظواهر الراديوية الغامضة في مجرتنا.
وفي المستقبل، يأمل العلماء في إجراء المزيد من الأبحاث لفهم طبيعة هذه الإشارات ودراسة أنظمة مماثلة، مما قد يسهم في فك ألغاز عديدة حول مصادر الطاقة الغامضة في الكون.