مفتي الجمهورية: الشائعات تعكر صفو السلم والأمن.. وتنهار بسببها الأمم

ألقى فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، كلمة في ندوة مواجهة الشائعات لطلاب مدارس محافظة الدقهلية، وذلك بحضور المهندس محمد فؤاد الرشيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الدقهلية، والأستاذ أمين الدسوقي، مدير عام الأنشطة الدينية والاجتماعية والثقافية والفنية بوزارة التربية والتعليم.
واستهل فضيلته كلمته بالترحيب بالحاضرين، معربًا عن شكره لمعالي السيد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، والمهندس محمد فؤاد الرشيدي وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الدقهلية. كما خاطب الطلاب مؤكدًا أنهم يمثلون الحاضر المشرق والغد المنتظر، ومعربًا عن سعادته بالتواجد بين أبناء المنصورة لما لها من مكانة خاصة في قلبه.
وأكد فضيلته أن الشائعات داء العصر، وأن البعض قد يراها أمرًا بسيطًا، لكنها في حقيقتها شديدة الخطورة، مستشهدًا بقوله تعالى: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ، مشددًا على أن الله استخلف الإنسان في الأرض لتحقيق الأمن والسلام المجتمعي.
مفتي الجمهورية: الشائعات داء العصر تعكر صفو السلم والأمن وسببًا في انهيار الأمم والدول
وفي إطار تحذير فضيلته من خطورة الشائعات أوضح أن من جوانب الخطورة فيها أنها تعكر صفو السلم والأمن، وقد تكون سببًا في انهيار الأمم والدول، مشيرًا إلى أن معاني التعارف والتحاب والتواصل يمكن أن تختفي بسبب انتشار الشائعات.
كما أوضح فضيلته وجوب التحقق من الأخبار والمعلومات قبل تصديقها أو نشرها، مستشهدًا بحادثة الإفك التي كادت أن تهدد استقرار المجتمع المسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وحذر من أصحاب النفوس الضعيفة الذين يروجون للشائعات بدافع الحقد والكراهية.
وأشار فضيلته إلى أهمية الوعي في مواجهة الشائعات، مستشهدًا بقصة الرجل الذي تأخر في إيصال الزكاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف سارع البعض إلى اتهامه دون تحقق، مما كاد أن يتسبب في فتنة كبرى لولا حكمة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأكد فضيلته أن الشائعات تؤدي إلى هتك الأسرار، وتزييف الواقع، ونشر الفتن، موضحًا أنها اعتداءٌ على مقاصد الشريعة الإسلامية، حيث تمس الدين، والعقل، والعرض، والنفس، والمال.
كما شدد على أهمية استخدام العقل في التمييز بين الحق والباطل، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: كَفَى بِالْمَرْءِ إثْمًا أنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»، مضيفًا أن من وهبهم الله العقل والحكمة يجب أن يتحلوا بالبصيرة، وإلا أصبحوا كالأنعام، مستشهدًا بقوله تعالى: أوْلَٰئكَ كَالْأنْعَامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ.
كما حذر من خطورة نشر الأخبار دون تحقق، مشيرًا إلى أن الإسلام أمر بحفظ اللسان عن الكذب، والغيبة، والبهتان، واصفًا الكذب بأنه البوابة لكل شر، كما أن الصدق هو السبيل إلى البر، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلَى الْبِرِّ.
وفي السياق ذاته أضاف فضيلته أن الإنسان يجب عليه ألَّا يصدق كل ما يسمعه، بل عليه أن يبحث عن المصادر الموثوقة، محذرًا من تغليب العاطفة في الحكم على الأمور، لأن ذلك قد يؤدي إلى الظلم، وقتل الإبداع، وتشويه الحقائق.
وفي ختام كلمته، شدد فضيلته على خطورة الترويج للشائعات التي قد تدمر العلاقات الأسرية، وتهدد استقرار المجتمع، مستشهدًا بقوله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ.
كما أكد على أهمية الستر وعدم فضح الناس، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلمًا ستره الله، موضحًا أن الشائعات تفرق بين أبناء الوطن الواحد، وتؤدي إلى القطيعة الاجتماعية، قائلًا: كم من رحم قُطعت وعلاقات فسدت بسبب شائعة.