تحقيق لأسوشيتد برس: شركات التكنولوجيا الأمريكية ساعدت إسرائيل في قتل سكان غزة ولبنان

نشرت وكالة أسوشيتد برس تحقيقًا حول استخدام إسرائيل للذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية في قطاع غزة ولبنان، والتي تشير إلى دمار هائل وقتل للأبرياء عن طريق الخطأ نتيجة لهذه العمليات.
وأشار التحقيق إلى أن شركات التكنولوجيا الأمريكية ساعدت إسرائيل في قتل عدد أكبر من المشتبه فيهم في غزة ولبنان، وأن إسرائيل ضاعفت من استخدامها لخدمات مايكروسوفت وأوبن أيه آي؛ لتعقب المشتبه فيهم في كلا المنطقتين أثناء الحرب، وعند دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي مع الاستخبارات البشرية يقع قتلى بالخطأ.
وبحسب التحقيق، يستخدم الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي لفحص كميات هائلة من المعلومات الاستخباراتية والاتصالات التي تم اعتراضها والمراقبة للعثور على الكلام أو السلوك المشبوه ومعرفة التحركات.
وجاء في التحقيق: الحروب الأخيرة التي خاضتها إسرائيل تعد مثالًا رائدًا على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التجارية المصنعة في الولايات المتحدة في الحرب النشطة، على الرغم من المخاوف من أنها لم تُطور في الأصل للمساعدة في تحديد من يعيش ومن يموت.
وقالت هايدي خلف، كبيرة علماء الذكاء الاصطناعي في معهد AI Now ومهندس السلامة السابق في OpenAI: هذا هو أول تأكيد حصلنا عليه على أن نماذج الذكاء الاصطناعي التجارية تُستخدم بشكل مباشر في الحرب، إن العواقب هائلة فيما يتعلق بدور التكنولوجيا في تمكين هذا النوع من الحرب غير الأخلاقية وغير القانونية في المستقبل.
استخدام الجيش الإسرائيلي لبرمجيات مايكروسوفت وأوبن إيه آي
ووجدت وكالة أسوشيتد برس في مراجعة معلومات داخلية للشركة أن استخدام الجيش الإسرائيلي لبرمجيات مايكروسوفت وأوبن إيه آي للذكاء الاصطناعي ارتفع في مارس الماضي إلى ما يقرب من 200 مرة أعلى مما كان عليه قبل الأسبوع الذي سبق هجوم السابع من أكتوبر، وتضاعفت كمية البيانات المخزنة على خوادم مايكروسوفت بين ذلك الوقت ويوليو 2024 إلى أكثر من 13.6 بيتابايت - أي ما يقرب من 350 ضعف الذاكرة الرقمية اللازمة لتخزين كل كتاب في مكتبة الكونجرس، كما ارتفع استخدام الجيش الإسرائيلي لبنوك مايكروسوفت الضخمة من خوادم الكمبيوتر بنحو الثلثين في أول شهرين من الحرب وحدها.
واستند تحقيق وكالة أسوشيتد برس إلى مقابلات مع 6 من أعضاء الجيش الإسرائيلي الحاليين والسابقين، بما في ذلك ثلاثة ضباط استخبارات احتياطيين، وتحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة العمليات العسكرية الحساسة.
وقال ضابط استخبارات إسرائيلي في التحقيق: شاهدنا أخطاء استهداف تتعلق بالذكاء الاصطناعي بسبب ترجمات غير دقيقة، ونظام الذكاء الاصطناعي حدد طلابا في المرحلة الثانوية على أنهم مقاتلون محتملون.
كما أجرت وكالة أسوشيتد برس مقابلات مع 14 موظفًا حاليًا وسابقًا في مايكروسوفت وأوبن إيه آي وجوجل وأمازون، وتحدث معظمهم أيضًا دون الكشف عن هوياتهم خوفًا من الانتقام، واستعرض الصحفيون بيانات الشركة الداخلية والوثائق، بما في ذلك وثيقة تفصل شروط عقد بقيمة 133 مليون دولار بين مايكروسوفت ووزارة الدفاع الإسرائيلية.
وتقول المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إن محلليها يستخدمون أنظمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد الأهداف، لكنهم يفحصونها بشكل مستقل بالتعاون مع ضباط رفيعي المستوى لتلبية القانون الدولي، وموازنة الميزة العسكرية مقابل الأضرار الجانبية.
وقال مسؤول استخباراتي إسرائيلي كبير مخول له التحدث إلى وكالة أسوشيتد برس، إن الأهداف العسكرية القانونية قد تشمل المقاتلين الذين يقاتلون ضد إسرائيل، أينما كانوا، والمباني التي يستخدمها المسلحون، ويصر المسؤولون على أنه حتى عندما يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا، فهناك دائمًا عدة طبقات من البشر في الحلقة.