ليس الكافيين أو الشاشات.. دراسة تكشف سببًا غير متوقع لاضطرابات النوم

إذا كنت تواجه صعوبة في النوم ليلًا رغم تجنب الكافيين وتقليل وقت الشاشة، فقد يكون السبب أعمق مما تعتقد..كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Development and Psychopathology أن اضطرابات النوم قد تكون مرتبطة بتجارب الطفولة، حيث يعاني البالغون الذين تعرضوا لسوء المعاملة في طفولتهم من مشاكل في النوم بسبب ضعف قدرتهم على تنظيم العواطف.
كيف تؤثر صدمات الطفولة على جودة النوم؟
وحسب ما نشرته صحيفة هندستان تايمز، حللت الدراسة بيانات نحو 2000 شاب صيني، ووجدت أن التعرض للإساءة الجسدية أو العاطفية أو الجنسية في الطفولة يرتبط باستراتيجيات مختلفة للتعامل مع المشاعر، ما يؤثر على جودة النوم لاحقًا، وأشارت النتائج إلى أن الإساءة العاطفية كانت الأكثر ارتباطًا باضطرابات النوم، نظرًا لتأثيرها العميق على الشعور بالأمان والاستقرار النفسي، ما يجعل الاسترخاء ليلًا أكثر صعوبة.
التنظيم العاطفي.. الحلقة المفقودة في علاج اضطرابات النوم
حددت الدراسة استراتيجيتين رئيسيتين في تنظيم العواطف وتأثيرهما على النوم:
- إعادة التقييم المعرفي: وهي القدرة على إعادة صياغة المواقف السلبية بطريقة أكثر إيجابية، والأشخاص الذين تعرضوا للإساءة الجسدية والعاطفية كانوا أقل قدرة على استخدام هذه الاستراتيجية، مما زاد من تأثرهم بالمشاعر السلبية.
- القمع التعبيري: يتضمن كبت المشاعر بدلًا من التعامل معها، وُجد أن الأشخاص الذين تعرضوا للإساءة الجنسية أكثر عرضة لاستخدام هذه الاستراتيجية، مما زاد من مستويات التوتر الداخلي، وأثر على جودة النوم.
لماذا لا تكفي العادات الصحية لتحسين النوم؟
أوضحت الدراسة أن الحلول التقليدية، مثل تقليل التعرض للشاشات أو الالتزام بروتين نوم محدد، قد لا تكون كافية لمن لديهم تاريخ من الصدمات العاطفية، بدلًا من ذلك قد يكون العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي للأرق أو تدريبات تنظيم العواطف، ضروريًا لتحسين جودة النوم ومعالجة الأسباب الجذرية للاضطراب.
وأشار الباحثون إلى أن التعامل مع الجروح العاطفية قد يكون المفتاح لنوم هادئ، لذلك إذا كنت تعاني من الأرق المستمر رغم اتباع جميع النصائح التقليدية، فقد يكون السبب مرتبطًا بالعواطف غير المعالجة.