اضطراب فرط الحركة قد يسبب الوفاة المبكرة | دراسة
كشفت دراسة حديثة أن البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) قد يكونون أكثر عرضة للوفاة المبكرة، حيث أظهرت النتائج انخفاض متوسط أعمارهم بنحو 4.5 إلى 11 عامًا مقارنة بالأشخاص غير المصابين بهذا الاضطراب، حسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
اضطراب فرط الحركة قد يسبب الوفاة المبكرة
ووفقًا للدراسة التي نشرت في المجلة البريطانية للطب النفسي، فقد تابع الباحثون سجلات 30 ألف شخص يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وقارنوها مع أكثر من 300 ألف شخص من نفس الفئة العمرية لا يعانون من هذا الاضطراب، وذلك عبر بيانات تم جمعها من نحو 800 عيادة طبية.
السلوكيات المرتبطة باضطراب فرط الحركة
أوضحت الدراسة أن السلوكيات المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مثل التدخين، والإفراط في تناول الطعام، وتعاطي الكحول، قد تكون عوامل رئيسية وراء انخفاض متوسط العمر المتوقع. كما أن صعوبة الالتزام بالمواعيد الطبية قد تؤدي إلى عدم تلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب، مما يزيد من احتمالية التعرض لمشاكل صحية خطيرة.
وأشار البروفيسور جوش ستوت، المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة لندن كوليدج، إلى أن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب غالبًا ما يكونون أكثر اندفاعًا، مما يجعلهم عرضة لسلوكيات غير صحية، مثل التدخين والإفراط في الشرب، والتي ترتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب.
الفجوة في متوسط العمر المتوقع بين الجنسين
ووفقًا للبيانات، فإن النساء المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يواجهن انخفاضًا في متوسط العمر المتوقع يتراوح بين 6.5 إلى 11 عامًا، في حين أن الرجال المصابين قد يعيشون أقل من أقرانهم غير المصابين بفارق 4.5 إلى 9 سنوات.
وبحسب الدراسة، فإن متوسط العمر المتوقع للرجال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يبلغ 73 عامًا وثلاثة أشهر، مقارنة بـ 80 عامًا للرجال غير المصابين. أما النساء المصابات، فيبلغ متوسط عمرهن 75 عامًا، مقارنة بـ 84 عامًا للنساء غير المصابات.
التأثير على الصحة العامة
إضافةً إلى زيادة مخاطر التدخين، أشارت الدراسة إلى أن المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر عرضة للإصابة بأمراض عقلية خطيرة. كما أن فرط النشاط لديهم قد يؤثر على جودة النوم، مما يزيد من احتمالات الوفاة المبكرة.
ويحذر الخبراء من أن الصعوبات التي يواجهها هؤلاء المرضى في التخطيط والتركيز قد تؤدي إلى مشكلات مهنية ومالية، بل وحتى التشرد في بعض الحالات. كما أن السلوكيات الاندفاعية قد تزيد من احتمالات وقوع الحوادث، مثل حوادث السير.
ضرورة تحسين الرعاية الصحية
أكد البروفيسور فيليب آشيرسون، أستاذ الطب النفسي الجزيئي في كينجز كوليدج لندن، أن هذه الدراسة تسلط الضوء على الحاجة إلى توفير رعاية صحية أكثر تخصيصًا للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، خاصة في ما يتعلق بالإقلاع عن التدخين، ودعم الصحة العقلية، وتقديم استراتيجيات فعالة لإدارة الأعراض بشكل أفضل.
وأشار الباحثون إلى ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لفهم الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى انخفاض العمر المتوقع لدى المصابين بهذا الاضطراب، وتحديد استراتيجيات أكثر فعالية لتحسين جودة حياتهم الصحية والمهنية.