الجمعة 24 يناير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صفقة مع النظام.. كتاب جديد للكاتب الصحفي حمادة إمام

كتاب صفقة مع النظام
سياسة
كتاب صفقة مع النظام
الخميس 23/يناير/2025 - 10:23 م

صدر للكاتب الصحفي حمادة إمام مدير تحرير جريدة الشروق كتاب جديد عنوانه صفقة مع النظام، عن دار كنوز للنشر، إذ جاء الكتاب في 300 صفحة من القطع الكبير بدأ بمقدمة مختصرة تشير إلى أن  "صفقة مع النظام".. هو موضوع هذا الكتاب الذي يروى ويقدم بالوثائق نماذج من صفقات عقدتها أنظمة وتحمل الوطن قبل المواطن ضريبة هذه الصفقات في أي زمان ومكان مع جماعة محظورة أو حزب معارض أو تنظيم سري أو متهم في قضية أو شاهد على واقعة. 

كتاب جديد للكاتب الصحفي حمادة إمام

ويجيب الكاتب في الفصل الأول عن اللغز الذي يطرح نفسه كيف تكتشف أن هناك صفقة سياسية؟ فيقول: الصفقات تعقد دائمًا بعيدة عن العيون، ولذلك أطلق عليها «اتفاقات ما تحت الترابيزة»!! لكن رائحتها أحيانا قد تفوح إذا كانت فاسدة أو جريئة في تطبيقاتها ومتابعة تصرف كل طرف فالدخان ينبأ حتما بوجود نار !! ويقدم الكاتب نموذج عن هذا النوع من الصفقات فيقول: عندما عقد السادات صفقة" الكعبة" مع جماعة الإخوان لم يكن أحد يعلم إلا الذين قادوا عملية التفاوض على بنودها لكن بمرور  الوقت بدأت تتكشف على استحياء بنود الصفقة في شكل توقف الأجهزة الأمنية عن متابعة عناصر الجماعة ثم فتح الصحف لبعض رموزها وتتطور الأمر بالإفراج عن عناصرها الأكثر تطرفا ومن هنا اكتمل المكعب الناقص في جدار الصفقة وأصبح لدى المواطن قناعة أن هناك صفقة بين النظام والجماعة لكن بنودها وتفاصيلها ظلت في طي الكتمان حتى مات السادات وبدأت حمى وحرب المذكرات تشتعل.

الكاتب الصحفي حمادة إمام

وأما عن موضوع «الصفقة السياسية»، فقد يكون وقف إجراءات التقاضي في قضية ما أو التزام الصمت عن قضية من القضايا والدليل على ذلك ما حدث  في عام 1992عندما استدعى وزير الداخلية في ذلك الوقت عبد الحليم موسى، زوجة اللواء محمد الإمام  وطلب منها أن تتنازل على الدعوة التي رفعتها ضد وزارة الداخلية لإثبات إتلاف محتويات شقتها نتيجة اقتحامها من قبل الشرطة. 

ويكشف الكاتب أن الصفقة قد تستمر على الوضع الذي عقدت في إطاره أو من أجله، إلى حين تغير أو تغيير موازين القوى بين الأطراف لصالح طرف، فيعصف بالطرف أو الأطراف الأخرى.

ونموذج ذلك موجود ضمن دفتر أحوال السلطة وهو صفقة الرئيس الأسبق حسنى مبارك مع جماعة الإخوان والتي استمرت لمدة ثلاثين عاما بدأت في ديسمبر 1981 عندما أرسلت وزارة الداخلية وكيل مباحث أمن الدولة في ذلك الوقت اللواء "فؤاد علام" لإجراء مفاوضات مع المرشد الخفي لجماعة الإخوان المسلمين المستشار علي جريشة والذي كان يقيم بألمانيا ويرأس المركز الإسلامي هناك وكان أمام المفاوض المصري مهمة واحدة وأساسية لا تخرج عن الحصول على ضمانات من المرشد الخفي بعدم القيام بمظاهرات ضد الرئيس "مبارك" خلال زيارته إلى ألمانيا في أول زيارة خارجية له بعد توليه لمنصب الرئاسة خلفًا للسادات.

المفاوضات بين مرشد الظل للجماعة والوفد الأمني بدأت بصفقة ذات شقين ظاهر وباطن أما الظاهر فكان  طلب من مرشد الإخوان الحصول على صورة من ملف تحقيقات النيابة في قضية وفاة القيادي الإخواني كمال السنانيري الذي وجد مشنوقا في حمام السجن وأعلن عن وفاته في 8 نوفمبر 1981، وأعلنت جماعة الإخوان وقتها أن الوفاة جاءت نتيجة تعذيبه.  

وأما المقابل الخفي فقد ظهر مباشرة بسيطرة إخوانية على النقابات المهنية وزيادة أعضاء الجماعة بمجلس الشعب.

المؤلف يؤكد على نقطة جوهرية وهي أن الصفقة لا تأتي مكتوبة وموثقة بالعهود، إنما عن طريق تفاهمات لحظية محاطة بالشخصنة والكتمان، غالبا ما تدور من وراء كواليس، ومثال ذلك ما جرى مع النائب كمال خالد في 16 مارس عام 1993 داخل مبنى مجلس الشعب قبل تقديمة الاستجواب الأخطر في تاريخ الحياة النيابية عن الفساد الأخلاقي‮ ‬لكبار المسئولين بالدولة‮‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ والذي قضى نهائيا على طموح المشير أبو غزالة أن يصبح نائب رئيس جمهورية.

تابع مواقعنا