مواجهة تركية - إسرائيلية.. وسوريا الملعب

يرجح خبراء ومراقبون أن تبلغ حدة التوتر بين تركيا وإسرائيل ذروتها خلال الأيام القليلة المقبلة على الساحة السورية التي باتت الآن كملعب مفتوح أمام الطرفين، فتركيا التي تسيطر على عقل النظام السوري الجديد وتنظر له الآن كوكيل فعلي لها ومنحها ميزات استراتيجية كبرى وإسرائيل التي فرضت نفسها بعد توغلها في أراضي سوريا عقب سقوط نظام الأسد.
وفقا لرويترز، تفقدت تركيا ثلاث قواعد جوية على الأقل في سوريا قد تنشر قواتها فيها كجزء من اتفاق دفاع مشترك مزمع قبل أن تقصف إسرائيل المواقع بضربات جوية هذا الأسبوع.
القواعد هي قاعدة تي 4 وقاعدة تدمر الجويتين بمحافظة حمص السورية والمطار الرئيسي في محافظة حماة وقيّمت حالة مدارج الطائرات وحظائرها وغيرها من البنى التحتية في القاعدتين.
الخارجية السورية عقب الغارات قالت إنها استهدفت خمس مناطق مختلفة في أنحاء البلاد خلال 30 دقيقة، مما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري.
التصريحات عكس الأفعال
لم تنعكس التصريحات التي أدلى بها المسؤولون من الطرفين على أرض الواقع، فوزير خارجية تركيا، قال إن بلاده لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا، وصرّح مسؤول إسرائيلي كبير اليوم الجمعة، بأن إسرائيل لا تسعى إلى صراع مع تركيا في سوريا.
وقال المسؤول للصحفيين، طالبا عدم الكشف عن هويته: لا نسعى إلى صراع مع تركيا، ونأمل ألا تسعى تركيا إلى صراع معنا لكننا لا نريد أيضا أن نرى تركيا تتمركز على حدودنا، وجميع السبل موجودة للتعامل مع هذا الأمر.
سوريا من وكالة إيران إلى محمية تركية
إسرائيل التي عانت لعقود من سوريا الوكيل لإيران ومحطة الامتداد الأقوى لحزب الله لا تريدها محمية تركيا على حد وصف وزير خارجيتها: "نعتقد أن الوضع كان جيدا عندما كانت سوريا وكيلا لإيران... ولا نعتقد أن سوريا يجب أن تكون "محمية تركية".
مخاوف مشتركة.. ومواجهة لن تفيد
وفي مقال له يوضح الدبلوماسي التركي إردام أوزان سفير أنقرة السابق لدى الأردن: "رغم اختلاف أولوياتهما، على إسرائيل أن تدرك أنها تشترك مع تركيا في مخاوفهما في سوريا. يسعى الطرفان إلى منع إيران من ترسيخ وجودها الدائم، والحفاظ على توازن قوى يحول دون عودة النظام إلى الواجهة، ومواجهة الجماعات المتطرفة التي تهدد الاستقرار الإقليمي".
ويضيف: "لا تُفيد هذه المواجهة أحدًا - لا إسرائيل، ولا تركيا، وبالتأكيد لا تُفيد الولايات المتحدة، صاحبة المصلحة في الحفاظ على الاستقرار. الدبلوماسية البراجماتية والمسؤولية المشتركة أمران أساسيان لتجنيب المنطقة كارثة أخرى".
تركيا أنا بدلًا من إيران
الدكتور سنان سيدي، الخبير في الشؤون التركية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، لقناة فوكس نيوز الرقمية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول الاستفادة من الفراغ الإقليمي الذي خلفته روسيا وإيران.
ويضيف: "اللعبة الطويلة لأردوغان تتضمن استعراض القوة في سوريا، والحصول على ود الحكومة الجديدة في دمشق، وإقناع الولايات المتحدة بمنح تركيا إمكانية الوصول إلى طائرات إف-35 المقاتلة مقابل "إدارة" سوريا".
أردوغان كإيران
أفنير غولوف، نائب رئيس منظمة "مايند إسرائيل"، يقول إن الأزمة الحالية تعكس تهديدًا أيديولوجيًا أعمق "من الواضح أن إيران هي رأس المعسكر المتطرف، لكن أردوغان يحاول أن يُصوّر نفسه كرأسٍ ثانٍ، وهو ليس أقل خطورةً من حيث الإمكانات".
وأضاف غولوف: "لإسرائيل علاقات دبلوماسية مع تركيا، لكن أردوغان يواصل عرقلة التعاون الأمني الهادف في حلف الناتو والآن، مع زحف تركيا جنوبًا نحو سوريا، علينا (إسرائيل) تصعيد قواعد الاشتباك لا يمكننا السماح لتركيا بإنشاء مظلة دفاع جوي بعيدة المدى على حدودنا.