من مصر إلى العالم العربي.. كيف أصبح يوم اليتيم 2025 مناسبة إنسانية شاملة؟

يُعد يوم اليتيم 2025 مناسبة عالمية هادفة لتسليط الضوء على أهمية رعاية الأيتام، وضمان حصولهم على حياة كريمة تحترم حقوقهم وتُعزز فرصهم في مستقبل أفضل، ويُحتفل بهذا اليوم سنويًا في أول جمعة من شهر أبريل، حيث تُنظم فعاليات وأنشطة متنوعة ترسّخ معاني التكافل الاجتماعي وتُعزز من روح الإنسانية والتراحم بين أفراد المجتمع.
من فكرة محلية إلى مبادرة عربية
انطلقت فكرة الاحتفال بيوم اليتيم في مصر عام 2003، بمبادرة من إحدى الجمعيات الخيرية، التي اقترحت تخصيص يوم سنوي لتنظيم فعاليات مخصصة للأطفال الأيتام، تجمع بين الترفيه والدعم النفسي، ومع تزايد الاهتمام بالمبادرة، اعتمدت وزارة الشؤون الاجتماعية هذا اليوم رسميًا عام 2006، قبل أن تتبناه جامعة الدول العربية ليُصبح مناسبة يُحتفل بها على نطاق واسع في عدد من الدول العربية.
وفي عام 2010، لفتت جمعية الأورمان أنظار العالم عندما دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعد تنظيم أكبر تجمع لأكثر من 5.000 طفل يتيم عند سفح الأهرامات، في مشهد إنساني حمل رسالة أمل إلى العالم، وأكد أن رعاية اليتيم ليست مسؤولية فردية، بل قضية مجتمع كامل.
لماذا نحتفل بيوم اليتيم؟
يوم اليتيم ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو دعوة صريحة لتجديد الالتزام تجاه هذه الفئة المهمة في المجتمع، وتأكيد على ضرورة دعمهم ماديًا ونفسيًا واجتماعيًا، ويسعى هذا اليوم إلى تحفيز المؤسسات العامة والخاصة لتقديم الرعاية الصحية والتعليمية اللازمة للأيتام، إضافة إلى دعمهم نفسيًا عبر الفعاليات التي تبث في نفوسهم الفرح والانتماء.
ويشجع على التطوع والمشاركة المجتمعية، من خلال الزيارات والدعم النفسي وتنظيم الفعاليات الترفيهية، بما يساهم في ترسيخ القيم الدينية والإنسانية التي تحث على رعاية الأيتام، مصداقًا لقوله تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (الضحى: 9).
رعاية متكاملة للمستقبل
تولي العديد من الدول اهتمامًا خاصًا ببرامج رعاية الأيتام، بما يشمل الجوانب التعليمية والصحية والنفسية والاجتماعية، لضمان تنشئة سوية وآمنة لهم، وفي هذا الإطار، أكدت انتصار السيسي، قرينة الرئيس السيسي، أهمية دعم الأيتام وتوفير بيئة آمنة ومحفزة لهم، تضمن حصولهم على كافة حقوقهم وتأهيلهم ليكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع.
وتتنوع مظاهر الاحتفال بيوم اليتيم ما بين توزيع الهدايا، وتنظيم الرحلات والأنشطة الفنية، وعقد الورش التعليمية والثقافية، التي تساعد الأطفال على اكتشاف مواهبهم وتطوير مهاراتهم، كما تشارك المؤسسات الخيرية ورجال الأعمال في تقديم الدعم المادي والمعنوي الذي يُسهم في تعزيز الاستقرار النفسي والاجتماعي للأيتام.
وهذه الفعاليات تُمثل مصدر دعم حقيقي للأطفال، ليس فقط من خلال ما يتلقونه من مساعدات، بل من خلال شعورهم بأنهم جزء من مجتمع يهتم لأمرهم، ويحرص على إسعادهم.
دعوة للعطاء المستدام
الاحتفال بيوم اليتيم، هو رسالة إنسانية متجددة، تدعو المجتمع بكل فئاته لتحمل مسؤوليته تجاه الأيتام، ليس فقط في هذا اليوم، بل على مدار العام، فالعطاء لا يُقاس بقيمته المادية فقط، بل بتأثيره العميق في حياة طفل يحتاج إلى دعم، وابتسامة يحتاج من يزرعها على وجهه.