هل عدم نباح الكلاب من علامات ليلة القدر؟.. خطأ يقع فيه الكثيرون يضيّع أجرها

يعتقد كثيرون أن عدم نباح الكلاب من علامات ليلة القدر، ويتتبعون كل ليلة في العشر الأواخر من رمضان، هل نبح الكلاب أم لا؟، خاصة أنه من المعهود أن تنبح الكلاب كثيرًا عند الأذان، فهل عدم نباح الكلاب من علامات ليلة القدر بالفعل، ولماذا، وما الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الناس يضيع عليهم فضل ليلة القدر حتى وإن ظهرت لهم علاماتها؟. نعرض عبر القاهرة 24 ما قيل حول هل عدم نباح الكلاب من علامات ليلة القدر بالفعل أم لا، وما هي العلامات الصادقة وأخرى يتوهمها البعض بدون سند؟.

هل عدم نباح الكلاب من علامات ليلة القدر؟

يروج البعض إلى أن عدم نباح الكلاب من علامات ليلة القدر، مستندين في ذلك إلى السكينة التي تتميز بها ليلة القدر والتي تجعل الكلاب في حالة هدوء وراحة فلا تحتاج إلى التعبير عن الخوف أو القلق بالنباح، فيما يرى آخرون أن نباح الكلام ظاهرة طبيعية ولصيقة بطبيعتهم للتعبير عن مشاعرهم ورغباتهم وليست ظاهرة لها سبب واحد.

ففي المعتاد ينبح الكلب عند شعوره بالخوف أو القلق مثل رؤيته لسيارة مسرعة مثلا، كذلك تنبح الكلاب عند كل أذان لأنها ترى الشياطين وهي تهرب لقول النبي صلى الله عليه وسلم “إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه”.

ولكن، هل عدم نباح الكلاب من علامات ليلة القدر بالفعل؟، قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن بعض الأقوال تقول إن من علامات ليلة القدر أنها تكون ليلة فيها سكينة وقد لا يسمع فيها نباح الكلاب ولا تهب فيها حرارة شديدة ولا برودة قارسة، بل تكون ذات طقس معتدل يبعث في النفس طمأنينة، وشعاع الشمس يومها التالي لا يكون شديدًا، لحجب الملائكة لأشعة الشمس، أو أن أنوار ليلة القدر غطت على سخونة أشعة الشمس.

ولم يستطرد أمين الفتوى القول حول اعتماد عدم نباح الكلاب من علامات ليلة القدر، ولكنه تجاهل كذلك ليؤكد على ضرورة التركيز على قيام ليلة القدر بالعبادات والدعاء وقراءة القرآن طوال العشر الأواخر من رمضان، وعدم الانشغال بتتبع علامات ليلة القدر مما يضيع على المسلم فرص اغتنامها.

وأوضح أن هناك من يتتبع ليلة القدر فيشعر بعلاماتها ولكنه يضيع قيامها رغم معرفته بحلولها، ناصحًا من وفقه الله تعالى إلى قيام ليلة القدر على أحسن حال مع صدق حدسه بوقوع علاماتها في ليلتها، أن يشكر الله ويقول "الحمد لله الذي هدانا إلى هذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله".

ومن جانبه، شدد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أنه يجب أن لا نسأل أسئلة تُثقل العبادة على الناس، مطالبًا بقيام العشر الأواخر جميعها دون تتبع لعلامات ليلة القدر بقوله “هي عشرة أيام يجب أن ننشط فيها للعبادة، ولا نقول إنها ليلة وترية، ثم نصبح ونحن قلقون إن كانت تلك الليلة، ولم نقم فيها جيدًا، ولا ننشط للعبادة، ثم يتداول الجميع أشياء ليست من السنة”.

وأوضح أن العلماء استحبوا أن من رأى ليلة القدر، أو أحس بها، وأحس بفتح الله سبحانه وتعالى، ورأى علاماتها، أن لا يخبر أحدًا، حتى لا يصاب غيره بالإحباط، ويكسل عن العبادة باعتبار أنها جاءت وقضي الأمر، في حين أن الله تعالى قد يستجيب الله دعائه في أي لحظة في الأيام القادمة.

واستدل على ذلك بأن الله سبحانه وتعالى يتجلى لعباده في الثلث الأخير من الليل، ويقول: "هل من داعٍ فأستجيب له؟"، مصيفًا بقوله “فكل ليلة يتقبل الله فيها الدعاء هي ليلة قدر لك، فلا تقل إنها كانت بالأمس، وتكسل عن العبادة، أو تقول إنها لم تأتِ بعد، ولن أقوم إلا في ليلة 27، أو الليالي الوترية فقط”.

علامات ليلة القدر

وحول علامات ليلة القدر، نوه الشيخ عويضة عثمان في لقاء تلفزيوني، أن هناك علامات ثابتة، وعلامات غير ثابتة، والعلامات الثابتة هي:

• تطلع الشمس صبيحتها بيضاء لا شعاع لها، وفي رواية الإمام أحمد، كأنها طست من نحاس لا شعاع لها.
• هي ليلة طلقة بلجة، أي لا حارة ولا باردة، فيها نسيم، ليست باردة ولا حارة.
• لا يخرج شيطانها في تلك الليلة حتى يخرج الفجر.

وشدد على أن العلامة المهمة جدًا هي أن يفتح عليك فيها بالدعاء، وترى بعد ذلك أن الله استجاب لك، لذلك، يجب أن نكثر من الدعاء في هذه الليالي العشر، ونكثر من قول: "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا"، فهذا من أعظم الأدعية في تلك الأيام، لأن العفو هو مرادنا جميعًا، فإذا عفا الله عنا، أصلح الحال، وأنالنا الجنة، وأعتقنا من النار.

أما العلامات غير الثابتة والتي لا يوجد لها سند أو أصل في السنة منها أن هناك بعض العلماء قالوا بأنها لا يُسمع فيها نباح الكلاب، ولكن لا يوجد دليل على ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

كذلك أوضح أن سقوط الأمطار ليس من علامات ليلة القدر، فهي ليلة صافية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، يفضح فجرها كواكبها من كثرة صفائها، فالإضاءة فيها واضحة جدًا، والنجوم ظاهرة جدًا.