شيخ الأزهر: الإسلام كرّم الأم وجعل برّها من أصول الفضائل

نشر الأزهر الشريف على صفحته الرسمية بـ فيسبوك، مقالة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، نُشرت في جريدة صوت الأزهر عام 2017، يتحدث فيها عن إكرام الإسلام للأم.
برّ الوالدين كنز يجلب السعة في الرزق وطول العمر
وأوضح شيخ الأزهر، أن التاريخ لا يعرف نظامًا كرّم الأم كما جاءت به شريعة الإسلام، التي جعلت برّ الأم من أصول الفضائل، مشيرًا إلى أن الإحسان إلى الأم ورعايتها يعد من برّ الوالدين، وهو ما يقتضي الاهتمام بهما والعطف عليهما والتعامل معهما بأدب وإحسان في القول والعمل.
وأضاف، أن النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم– بيّن فضل الأم حين قال لمعاوية بن جاهمة عندما أراد الغزو: «أَأُمك حيَّة؟» قال: نعم، فقال -صلى الله عليه وسلم: «الزم رجليها فإنَّ الجنة تحت قدميها»، أي أن يكون الابن تحت أوامرها ونواهيها وكأنه عبدٌ لها يأتمر بأمرها.
وأتابع فضيلة الإمام أن فضل الأم يفوق فضل الأب، وحقوقها تعادل ثلاثة أضعاف حقوقه، مستشهدًا بحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم– عندما سأله رجل: "يا رسول الله! من أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: أمك، قال ثم مَن؟ قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: أبوك"، لافتًا إلى أن ذلك لما تعانيه الأم من مشقة الحمل والولادة والرضاعة والتربية، فهي سبب وجود الأبناء في الحياة بعد الله سبحانه وتعالى.

وأشار إلى أن القرآن الكريم توقف عند معاناة الأم الزائدة التي تجعلها أحقّ بالتقدير والبرّ، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة لقمان: "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ"، وقوله تعالى في سورة الأحقاف: "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا".
واختتمت شيخ الأزهر المقال بالتأكيد على أن برّ الوالدين كنزٌ يمنح السعة في الرزق وطول العمر، داعيًا المسلمين إلى التمسك بهذه الفضيلة العظيمة، ومعاملة الأب والأم بالخلق الكريم.