احتجاجات غاضبة وأزمات مالية.. هل يواجه إيلون ماسك أصعب اختبار في تاريخ تسلا؟
أثار إيلون ماسك موجة احتجاجات أمام وكلاء تسلا، حيث تجمع الآلاف للتعبير عن رفضهم لنفوذه المتزايد على مستقبل البشرية، ومع تصاعد المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وعلاقاته الوثيقة بالبيت الأبيض، يخشى المتظاهرون من مستقبل تتحكم فيه الآلات، بينما يظل ماسك المحرك الرئيسي لكل ذلك.
مظاهرات ضد إيلون ماسك
تواجه شركة تسلا موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات وأعمال التخريب في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، حيث تصاعدت ردود الفعل الشعبية ضد الدور السياسي المتزايد لرئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي نيويورك، ردت الشرطة بعنف على المتظاهرين الذين احتلوا صالة عرض تسلا في مانهاتن، في حين أدت حملة الاحتجاجات التي تحمل شعار إسقاط تسلا إلى زعزعة ثقة المستثمرين بالشركة.
وامتدت التظاهرات إلى العديد من صالات عرض تسلا ومحطات الشحن في مختلف الولايات، وتحولت بعضها إلى أعمال تخريبية، حيث تم إشعال النيران في بعض المنشآت التابعة للشركة في كولورادو وماساتشوستس.
وشهدت نيويورك اعتقال 6 أشخاص خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد أن تجمع مئات المحتجين داخل صالة عرض لتسلا، ولم تقتصر ردود الفعل على ذلك، إذ تعرضت شاحنات سايبرترك للتخريب، بينما قام بعض ملاك سيارات تسلا بتشويه مركباتهم احتجاجًا على ماسك، في حين ظهرت شعارات مثل نادي تسلا المناهض لإيلون في أماكن مختلفة.
وترتبط هذه الاضطرابات بشكل مباشر بالنفوذ السياسي المتزايد لماسك، لا سيما قيادته لوكالة إدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، التي أُنشأت خلال رئاسة دونالد ترامب بهدف خفض التكاليف الحكومية، ومنذ تأسيسها، أشرفت الوكالة على تسريح حوالي 100 ألف موظف فيدرالي، وحصلت على إمكانية الوصول إلى البيانات المالية والشخصية لملايين الأمريكيين، ما أثار مخاوف واسعة بشأن مدى تأثير ماسك في صنع القرار داخل البيت الأبيض، حتى أن بعض المحتجين وصفوه بـ الرئيس ماسك.
وتزامنت هذه التوترات مع انخفاض حاد في أسهم تسلا، حيث فقدت الشركة 40% من قيمتها منذ بداية العام، لتصبح من بين أسوأ أسهم شركات التكنولوجيا أداءً. كما شهدت مبيعاتها العالمية تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفضت تسليمات سياراتها في الصين بنسبة 11% على أساس سنوي، بينما سجلت مبيعاتها في أستراليا انخفاضًا بنسبة 72%.
تراجع أسعار سيارات تسلا
وفي الولايات المتحدة، تراجعت أسعار سيارات تسلا المستعملة بشكل مطرد، وسجلت سيارات سايبرترك أعلى نسبة انخفاض في قيمتها السوقية.
وفي ظل هذه التحديات، تواجه تسلا ضغوطًا إضافية بسبب التعريفات الجمركية الجديدة على الفولاذ والألمنيوم التي فرضتها إدارة ترامب، والتي قد تزيد من تكاليف التصنيع. ومع ذلك، لا يزال بعض المستثمرين متفائلين بمستقبل الشركة، حيث تعتقد كاثي وود، مؤسسة آرك إنفستمنت، أن مستقبل تسلا يكمن في تطوير السيارات ذاتية القيادة، متوقعة أن أسطول سيارات الأجرة الآلية التابع لها سيُحدث ثورة في الصناعة قريبًا. كما جدد المحلل دان إيفز من شركة ويدبوش موقفه المتفائل بشأن الشركة، داعيًا المستثمرين إلى مواصلة دعم السهم.
وعلى الرغم من تعبير ماسك عن امتنانه لمؤيدي تسلا، إلا أن الاحتجاجات المتصاعدة وعدم الاستقرار المالي يضعان الشركة في مواجهة واحدة من أصعب التحديات في تاريخها، وبينما تستمر المظاهرات، وتزداد التوقعات السلبية من محللي وول ستريت، يبقى مستقبل تسلا محفوفًا بعدم اليقين.
