أبطال الحلقة الوثائقية من ولاد الشمس يكشفون كواليس مشاركتهم بالمسلسل: نوثق نجاحنا ونقدم رسالة لتغير نظرة المجتمع لنا

ليس مجرد عمل فني ولكنه مرآة لحياة ناس حقيقيين.. هكذا كان لسان حال الآلاف من أولاد دور الأيتام بعد ظهور مسلسل ولاد الشمس للفنانين أحمد مالك وطه دسوقي، والذي أحظى بإعجاب المشاهدين منذ الوهلة الأولى، والذي يتناول قضية الأيتام والتحديات التي يواجهونها داخل الدور وخارجها مع المجتمع بجانب الانتهاكات التي تحدث مع الأطفال.

مسلسل ولاد الشمس

ويسلط مسلسل ولاد الشمس الضوء على نماذج حقيقية من أبناء دور الأيتام في حلقته الأخيرة والوثائقية، حيث استعان طاقم المسلسل بعدد من خريجي دور الأيتام ذات التجارب الحياتية الناجحة، وجرى اختيار 4 فتيات و4 شباب للمشاركة بالتمثيل في الحلقة الـ 15 من المسلسل، وانفرد القاهرة 24 بنشر أول صورة لأبطال الحلقة خلال تصويرهم الحلقة الوثائقية.

أنا زي ولعة بمشي أدور على أمي وأبويا في وشوش الناس، يمكن حد يعرفني.. بنبرة يملأها الحزن والأمل في آن واحد، تقول جيهان السيد الحاصلة على الماجستير، مضيفة أنها لحسن حظها وقع عليها الاختيار للمشاركة في الحلقة الوثائقية، وسرعان ما وافقت السيدة لعل ظهورها سببًا في أن يجمع القدر بينها وبين والديها، على الرغم من أنها سبق وظهرت لمرات في الإعلام عقب حضور وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة، نيفين القباج، مناقشة رسالة الماجستير لها، وتهافت عليها الكاميرا لتوثيق قصة نجاحها، ولكن دون جدوى ولم تعثر على أسرتها بعد.

وتريد السيدة الثلاثينية أن تصل إلى أهلها وتعلمهم بوجودها وما مرت به خلال سنوات عمرها الماضية، وأمضت أعوامها في البحث عنهم، ووجود أخوتها في الدار هو ما هون عليها آلامها، وفقًا لقولها، مضيفة: علاقتنا بأخواتنا التي ظهرت بالمسلسل هي علاقتنا الحقيقية بين بعضنا البعض.. إذا افترى أحد على فرد فينا كلنا بنجيب حقه.. بنفضل ماسكين في بعض مهما الدينا عملت فينا.. ونعلم أننا ليس لنا سوانا ونحن بشر كجميع البشر.. نريد أن نعيش في مجتمع معترف بنا فقط.

المسلسل سيساهم في تغيير نظرة المجتمع لنا.. ليس كلنا وحشين أو مجرمين مثل ما كان يصور في الإعلام، بتلك الكلمات بدأت سحر البيومي، إحدى أبطال الحلقة الأخيرة حديثها مع القاهرة 24، للحديث حول مشاركتها بالمسلسل وقصة نجاحها، والتي تعمل بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بجانب عملها في عدد من الجمعيات الأهلية الخاصة التي تعمل بمجال الرعاية الاجتماعية.

وتقول سحر التي تزحف نحو الـ35 ربيعًا من عمرها، إنها تربت في دور أيتام وتعتز جدًا بذلك، ولديها رسالة تريد إيصالها إلى إخوانها من خريجي الدور، لذا وافقت على الفور على المشاركة في المسلسل لإيصالها إليهم وخاصة الفتيات، مردفة: رسالتي أننا قدها ونقدر وكوننا تربية دور أيتام ليس سببا للإحراج أو الكذب.. معظم الفتيات اللاتي يتزوجوا يبتعدون عن أخوتهم وتقطع علاقتها بهم تمامًا؛ بسبب أهل العريس لا يكونوا على علم أنها من دار.. لذا شاركت في المسلسل حتى أقول إننا موجودين ولسنا مجبرين على الكذب تلك حياتنا وهذه هي حقيقتنا، وأيضًا لأن أي شخص يتعرض لأذى يقدر يتكلم.. واجهوا وماتتكسفوش.

وتعتبر الحالمة بأن تكون أكبر مصممة جرافيك في مصر، مشاركتها في المسلسل بمثابة الخطوة الفارقة في حياتها وحياة الشباب الأيتام، لأنه نقل الواقع وطبيعة الحياة داخل الدور وأبرز الأذى الذي من الممكن أن يلقى بنا داخل دور الأيتام.

نماذج حقيقية من أبناء دور الأيتام.. ننشر صور أبطال الحلقة الوثائقية والأخيرة من مسلسل ولاد الشمس| خاص

بينهم حاصلة على ماجستير.. أبناء دور أيتام يشاركون بالتمثيل في الحلقة الأخيرة من مسلسل ولاد الشمس| خاص

نور شعبان، مذيع رياضي بقنوات فضائية، ومؤسس دوري أبناء مصر بوزارة التضامن الاجتماعي، واحد من المشاركين في الحلقة، يرى أن ولاد الشمس مش مجرد عمل درامي، لكنه شهادة حقيقية تعكس واقع أطفال وشباب دور الرعاية، بكل آلامهم وأوجاعهم وصراعاتهم النفسية، وأيضًا بأسئلتهم التي غالبًا لا يرد عليها أحد، واصفًا إياه بأنه يقدم صورة حقيقية وقوية، وهذا سر تأثيره الكبير.

لم يكن يتوقع شعبان، ردود الفعل الإيجابية على المسلسل من قبل الجمهورية، وإيمانهم بقضية أولاد دور الأيتام، وأيضًا لم يتوقع أن ينقل العمل مشاعر حقيقة وصادقة عايشوها، مردفًا: العمل قدر يعكس مشاعر صادقة، وأحداث بتلمس أي حد مر بالتجربة دي أو قريب منها.. الإحساس بالفقد، العجز، والوجع اللي مفيش كلام يوصفه ظهر في تفاصيل كتير، ما تشاهدوه على الشاشات هو جزء من واقع ناس كتير عاشته ولسه بتعيشه.. الاستغلال موجود ومنقدرش ننكر دا لكن التعميم ظلم كبير لآلاف الشباب اللي بيحاربوا بشرف لإثبات نفسهم رغم كل التحديات.

وحول مشاركة نماذج حقيقية بالمسلسل، يقول عنها إنها فكرة جيدة جدًا ويتمنى أن تكون إضافة قوية، مقدمًا الشكر لصناع العمل على الجرأة في الطرح، وعلى تسليط الضوء على واقع لازم المجتمع يشوفه بوضوح، مع الأخذ في الاعتبار الصورة المتكاملة للحقيقة.

ويشارك أيضًا بالتمثيل الشاب علي أحمد، صاحب الـ29 عامًا والذي يعمل بإحدى شركات المستلزمات الطبية، والذي شارك فيه لتوصيل رسالة لديه، وهي أنهم موجودين في المجتمع وظروفهم لم تنقص عنهم شيئًا فلا فارق بين من تربى بين أسرته ومن تربى بين أخوته تحت جدران الدار، متابعًا: نحتاج أن يعاملنا المجتمع بإنسانيتنا وبشخصنا وليس بظروفنا، فنحن نواجه الكثير لنكون ناجحين.