لم تعلم أنه يخدم بسيناء ورفضت رؤيته قبل دفنه.. والدة الشهيد محمود مغربي تروي تفاصيل استشهاده في يوم الشهيد

في منزلها البسيط، والدة الشهيد النقيب محمود محمد مبروك المغربي، تحكي بدموعها ووجعها تفاصيل استشهاد ابنها الذي ارتقى شهيدا في عام 2019 في كمين التفاحة بمنطقة دير العبد.
لم تكن تعلم أن ابنها يخدم في سيناء، فقد كان يخبرها دائما أنه في الإسماعيلية حرصًا منه على قلقها، وفي يوم استشهاده فقط، أدركت الحقيقة التي طالما أراد ابنها إخفائها عنها.
والدة الشهيد محمود مغربي تروي تفاصيل استشهاده
والدة الشهيد مغربي قالت لـ القاهرة 24: محمود كان آخر مرة عندي طالع الفجر للشغل، مكنتش عارفة إنه في سينا، كان بيكلمني، والشبكة بتروح وتيجي، ولما كنت أسأله كان يقول معلش يا ماما، أنا تمام.. لكني كنت أسمع صوت الريح والرمال، ولم أكن أعرف أنه في سيناء، ولم أكن أعلم أن هناك إلا يوم استشهاده.
تستعيد اللحظات الأخيرة لحياة ابنها، وتحكي كيف استهدف الإرهابيون الكمين، وكيف كان محمود قد عاد لتوه من صلاة الجمعة حين وقع الهجوم: كان لسه بيطلع الأفارول بتاعه لما هجموا عليهم، العساكر اللي كانوا بره الكمين استشهدوا كلهم، وبعد ما قتلوهم، دخلوا على محمود وأخذوه معاهم، لم يتركوه هناك، بل سحلوه أمام الجميع.
وبصوت يملؤه الأسى تابعت: كانوا عايزين يصوروه وينشروه على النت، لكن ربنا ستر، ولم يتمكنوا من ذلك.
تكمل القصة التي تصفها بأنها تسعدها رغم الدموع المنهمرة: كان البحث عنه طويلًا، فكل زمايله اللي استشهدوا راحوا المستشفى، لكن محمود مكنش موجود، الطيران دَوَّر عليه في الصحراء لحد ما جابوه الساعة 9 بالليل."
وتؤكد أنها لم تر ابنها قبل دفنه حفظًا لصورة الشهيد لتقول: وصل الصالحية، ومن هناك إلى المقابر مباشرة.. لم أره، لم أودعه، فقط دفنوه.. لم أرد أن يمتد إليه مهاويس التصوير والإنترنت، صورته في خيالي طاهرة وجميلة وكان هذا يكفيني.
تحكي عن محمود الذي كان ابنًا بارًا، فكان يسألها: مش ناوية تخطبيلي يا ماما؟، لكنها لم تكن تعلم أن الوقت لن يسعفه، فلقد تخرج 2017، وحصل على ترقيته في أغسطس 2019، واستشهد بعدها بشهر واحد فقط، لم يمهله القدر ليكمل شيئًا، ولكنها رغم الألم، تشعر بالرضا لتؤكد: محمود كان دائمًا يدعو الله أن يرزقه الشهادة، وكان كاتبها في صفحته، وربنا استجاب له.
رغم مرور السنوات، لا يزال محمود حاضرًا في قلب أمه وذاكرتها: هو في بالي 24 ساعة، لا يفارقني لحظة، لكني أريد أن يبقى اسمه خالدًا، أن يتذكره الناس، أن يظل صوته في آذان الأجيال القادمة.
بصوت ثابت تختتم حديثها: طالما احنا عايشين، محمود سيظل معنا، لأن الوطن لا ينسى من ضحوا من أجله.