سوريا.. تفاصيل وتطورات المواجهات المسلحة بين قوات الأمن وعناصر النظام السابق

في أسوأ اضطرابات تشهدها سوريا منذ تولي الحكومة الحالية السلطة، قتل وأُصيب العشرات في اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية وأنصار الرئيس السابق بشار الأسد.
واندلعت الاشتباكات أمس الخميس، في محافظتي اللاذقية وطرطوس الواقعتين على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهما مناطق كانت تعتبر معقلًا لداعمي الأسد من العلويين، وتُظهر التقارير أن هذه الاشتباكات تأتي في وقت حساس، حيث شهدت المنطقة أعمال عنف طائفية خلال الأشهر الأخيرة، وفقًا لتقرير نشرته سي إن إن.
الخلفية الطائفية للصراع
حكمت عائلة الأسد سوريا لأكثر من نصف قرن، وكان العلويون الذين يشكلون نحو 10% من السكان، يشغلون أدوارًا بارزة في نظام الأسد.
ومع سقوط الرئيس بشار الأسد أواخر العام الماضي على يد الشرع، شهدت البلاد موجة من التوترات، حيث يرفض العديد من العلويين تسليم أسلحتهم، مما يفاقم الأزمة السياسية والطائفية.
وزارة الداخلية السورية: نحن على عتبة مرحلة حرجة
وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان لها، الجمعة: نحن نقف على عتبة مرحلة حرجة تتطلب الوعي والانضباط، في إشارة إلى التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها البلاد بعد مقتل العديد من أفراد الشرطة وقوات الأمن.
وأضافت أن العملية العسكرية ضد المجموعات المسلحة التي تقف وراء هذه الجرائم ستستمر، وأن المجرمين سيواجهون العدالة.
وصرح رئيس الاستخبارات السورية، أنس خطاب، أن قادة عسكريين وأمنيين سابقين تابعين للنظام البائد يقفون وراء هذه الجرائم، مشيرًا إلى تورط عناصر من خارج سوريا في تحريض على العنف.
وقال رئيس الاستخبارات السورية، إنه بعد العمليات العسكرية تم تعزيز الوجود العسكري في المنطقة مع فرض حظر تجول في مدينة طرطوس حتى السبت، بينما واصلت القوات الأمنية التقدم نحو مدن أخرى.
إجراءات الحكومة لحماية المدنيين
وأصدرت وزارة الداخلية السورية بيانًا تطلب فيه من المدنيين الابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية والأمنية، وأكدت أن جميع الوحدات العسكرية والأمنية تلقت أوامر بالالتزام بالقوانين المعمول بها لحماية المدنيين.
وأثارت الاشتباكات أعمال عنف ومظاهرات مؤيدة ومعارضة للحكومة في مختلف المدن السورية، وقد أدانت المملكة العربية السعودية، الحليف القوي للحكومة السورية، الجرائم التي ارتكبتها مجموعات خارجة عن القانون في سوريا، بينما تحذر السلطات السورية من تبعات تصاعد الأزمة.
عودة السيطرة
مع استمرار العمليات العسكرية، تم تسجيل حركة نزوح من بعض مناطق ريف طرطوس، خوفًا من التصعيد المستمر، وظهر أن مناطق الساحل السوري، والتي كانت تُعتبر مستقرة إلى حد كبير، أصبحت الآن مركزًا للاضطرابات.
وأعلنت السلطات السورية فرض السيطرة الكاملة على مدينتي طرطوس واللاذقية، في أعقاب مواجهات عنيفة مع فلول النظام السابق، ما استدعى استقدام تعزيزات عسكرية من وزارة الدفاع لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية سانا، إن فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد يحاولون إحداث شروخ بين السكان في المناطق المتنوعة طائفيًا، مؤكدًا أن العملية ضد هذه الجماعات على وشك الانتهاء بعد ساعات قليلة.