صنايعية الكورة 5| أحمد عمارة.. من نجومية الكرة بالدلنجات إلى قيادة التوك توك

في زحمة الحياة وضغوطها، تظهر قصص تبتعد عن المتوقع وتُظهر الوجه الآخر للرياضة.. قصة لاعب كرة قدم شاب لا تقتصر أحلامه على التألق في الملاعب فقط، بل تقوده الظروف للعمل سائقًا للتوك توك في شوارع المدينة، بين ضجيج المحرك وأضواء الاستاد، يجد هذا الشاب نفسه عالقًا بين عالمين مختلفين، لكنه يسعى بكل عزيمة لتحقيق حلمه، هذه ليست مجرد قصة عن كرة القدم، بل عن الإصرار والتحدي والقدرة على التفوق في ظروف قاسية، فكل رحلة تبدأ بخطوة، وأحيانًا تكون تلك الخطوة على عجلات التوك توك.
ويستعرض القاهرة 24 في السطور التالية، قصة لاعب شاب يحلم أن يصبح نجمًا ليقود سيارة فاخرة، فأصبح نجم بلدته بدمنهور عن طريق لعب الكرة في النهار وقيادة التوك توك ليلًا.
موهبة عزبة العرب
يجتمع في كل صباح الأطفال، يتجهون إلى المدرسة في شغف العلم وبجعبتهم حلم آخر هو أن يصبح طبيبًا أو مهندسًا أو لاعب كرة قدم، فتظهر رغبات كل شخص مع التدرج العمري الذي يشهده ومع تطلعاته التي تتشكل.
أحمد عمارة.. الطفل الذي نشأ في قرية عزبة العرب بمحافظة دمنهور، كان طفلًا لا تشغله أي أماني أو متطلبات حتي شاهد صديقه في المدرسة الذي كان يلعب بأحد فرق البلدة، حينها توجه لوالده باكيا، قائلًا: عاوز أروح نادي زي صاحبي يا بابا.. نفسي ألعب كورة.. وهنا بدأت الحكاية.
عمارة بين التوك توك والملاعب
وقال أحمد عمارة: كنت بحب العربيات جدا وأنا صغير، ده غير الكورة، مكنش فيه عربيات في بلدنا تشد العين زي اللي بنشوفها في الأفلام، بس كان نفسي يبقي عندي عربية وأسوقها، فلما جيت اشتغل وأنا عندي 12 سنة، دورت على حاجة أشتغلها أكون بسوق فيها.. اشتغلت على توك توك بتاع حد في بلدنا، وقتها ربنا كرمني وروحت نادي شبان المسلمين في دمنهور.
وأضاف: كنت بصحي أروح التمرين الصبح.. أخلص أطلع أشتغل بالتوك توك لحد آخر الليل عشان أنام وأصحى للتمرين تاني يوم.. كان ده يومي لحد ما بقى عندي 17 سنة.. كلمني مدرب في نادي نبروه وقالي إحنا عاوزينك معانا ومضيت هناك.. هكذا سرد عمارة مشواره الذي بدأ بحلم قيادة سيارة فاخرة مرورًا بعمله كسائق توك توك وصولًا إلى انضمامه لنادي نبروه الذي يشارك بدوري القسم الثاني بمجموعة بحري.
عمارة في قائمة منتخب البحيرة
وتطرق عمارة في حديثه إلي أنه مؤمن بموهبته التي ستجعله في يوما ما نجمًا بصفوف منتخب مصر، حيث قال: وأنا في نادي نبروه عرفت إن فيه منتخب لمواليد 2005، مزعلتش أن محدش شافني، بس عارف إنها مسألة وقت وهكون وسط اللعيبة اللي راحت، بعد سنة في نادي نبروه، شافني مدربين نادي الدلنجات وطلبوني من نادي نبروه وشاركت معاهم في كل المباريات أساسي.. تعبت كتير جدا لحد ما ربنا زادني من كرمه.. وانضميت لمنتخب البحيرة وقريب هبقى في منتخب مصر.