أحد الغطاسين المشاركين في إنهاء أزمة المياه بالأقصر: عملنا تحت ضغط هائل من الأهالي والسوشيال ميديا.. وبكينا فرحًا
في حديث مؤثر لموقع “القاهرة 24”، روى محمد علي سيد مبارك، الغطاس البالغ من العمر 41 عامًا من نجع الجسور بمركز الطود، تفاصيل اللحظات الحاسمة لإنقاذ مدينة الأقصر من أزمة انقطاع المياه التي استمرت 6 أيام متواصلة بسبب كسر في خطوط الصرف الصحي.
دموع الفرح تغمر عينيه بعد 6 أيام من المعاناة.. قصة بطل نجع الجسور
“عينيا دمعت وبكيت فرحًا أسفل القناع”، هكذا وصف محمد لحظة اكتشافه لمكان الكسر الذي أنهى معاناة أهالي المدينة.
غطاس في مواجهة الطين والضغط: 4 أمتار تحت الأرض تحدد مصير الأقصر
ظهر محمد في موقع الإصلاح بنجع الحمزية بالحبيل، مرتديًا زي الغطاسين وقناع الوجه، مع أنابيب الأكسجين على ظهره، مما جعل مستخدمي السوشيال ميديا في الأقصر يُطلقون عليه لقب “الجندي المجهول”. وأوضح أن تأخر الإصلاحات لم يكن تقصيرًا، بل بسبب تعقيدات التربة المشبعة بالمياه الجوفية التي تسببت في انهيارات متكررة، إضافة إلى تدفق المياه من كل اتجاه، مما جعل تحديد مكان الكسر تحديًا شاقًا.
سباحة في الطين واكتشاف الثقب: لحظة النصر التي أعادت المياه للمنازل
“كان عمق الحفرة 4 أمتار، واضطررنا لحفر متر ونصف أسفل خط الصرف قطر 1000 مم”، يقول محمد، مضيفًا أنه سبح في تربة طينية مع انعدام الرؤية وصعوبة الحركة، تحت ضغط عصبي هائل من الأهالي ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي لحظة تركيز ودعاء، عثر على ثقب أسفل الماسورة، أدخل فيه أصابعه، لتدمع عيناه فرحًا وهو يشير لزملائه بالخارج أن الأزمة على وشك الانتهاء، خصوصا في تزامنا مع شهر رمضان المبارك.
قيادات على رأس العمل: المحافظ ونائبه لم يغادرا الموقع
أشاد محمد بجهود محافظ الأقصر المهندس عبد المطلب عمارة ونائبه الدكتور هشام أبو زيد، اللذين كانا موجودين على مدار الساعة في موقع العمل مع القيادات لمدة 6 أيام حتى انتهت الأزمة وعادت المياه إلى مجاريها. وقال: “كلمة حق، لم يتركونا لحظة حتى اطمأن الجميع”.
أب لثلاثة أطفال: فخر عائلتي وبلدتي بما فعلت
اختتم محمد حديثه بالحديث عن أسرته الصغيرة: “الحمد لله متزوج ولدي جنى في الصف الثالث الابتدائي، وعبد الرحمن في الأول، وجوري بعمر سنتين”. وأضاف أن ما قام به أصبح مصدر فخر لأسرته وعائلته وأبناء بلدته، مؤكدًا أن شعوره بالإنجاز يفوق أي تعب مر به.
من أزمة إلى أمل: عودة الفرحة لمنازل الأقصر
بهذا العمل البطولي، تحولت دموع الحزن إلى دموع فرح، وأصبح محمد علي رمزًا للصمود والتفاني، حيث أعاد الأمل لأهالي الأقصر في وقت كانوا بأمس الحاجة إليه.
