المعادن النادرة في أوكرانيا.. كنز استراتيجي يشعل اهتمام ترامب | ما القصة؟
سلط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضوء على حاجة الولايات المتحدة إلى الثروة المعدنية الهائلة التي تمتلكها أوكرانيا، وذلك مقابل المساعدات الأمريكية خلال الحرب الأوكرانية الروسية.
سبب رغبة ترامب في الحصول على معادن أوكرانيا
أكد دونالد ترامب أن إدارته عازمة على تحصيل مقابل للمساعدات العسكرية، التي قدمتها الولايات المتحدة لحكومة فولوديمير زيلينسكي، قائلًا، أسعى لاستعادة أموالنا أو تأمينها.
أريد منهم أن يمنحونا شيئًا في المقابل لكل ما قدمناه، سواء كان ذلك معادن نادرة أو نفطًا أو أي مورد آخر يمكننا الحصول عليها.
وأعادت هذه التصريحات، التي أدلى بها خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ في واشنطن، تسليط الضوء على الثروة المعدنية الهائلة التي تمتلكها أوكرانيا، لا سيما العناصر الأرضية النادرة، وتُعد هذه المعادن مكونًا أساسيًا في العديد من الصناعات الحديثة، وهو ما يدرك ترامب أهميته وقيمته جيدًا.
المعادن النادرة في أوكرانيا
ووفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، تمتلك أوكرانيا ما يقارب 5% من إجمالي المواد الخام الحيوية على مستوى العالم، وتشمل هذه المعادن الليثيوم، الكوبالت، السكانديوم، الجرافيت، التنتالوم، والنيوبيوم. وتوقعت الأمم المتحدة أن الطلب على هذه المواد سيتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2030، نتيجة التراجع التدريجي في استخدام مصادر الطاقة الأحفورية.
يُعد الليثيوم، على سبيل المثال، عنصرًا أساسيًا في صناعة البطاريات، مما يجعله محوريًا في تكنولوجيا السيارات الكهربائية.
وتحتوي أوكرانيا على احتياطي هائل من الليثيوم، يُقدر بحوالي 500 ألف طن، ما يعزز دورها العالمي في هذا القطاع.
أما التنتالوم، فيدخل في تصنيع المكونات الإلكترونية، بينما يُستخدم السكانديوم في صناعات الطيران والفضاء، ويُعد الجرافيت مادة أساسية في أشباه الموصلات والبطاريات، فيما يتميز النيوبيوم بقدرته على التوصيل الفائق.
ومع التقدم التكنولوجي، يتوقع الخبراء أن تزداد أهمية هذه العناصر بمرور الوقت.
وعلى الساحة العالمية، تهيمن الصين على سوق المعادن النادرة، حيث تمتلك نحو 90% من المعروض العالمي.
وتمثل هذه الهيمنة نقطة محورية في التنافس الاقتصادي بين القوى الكبرى.
ووفقًا لتقرير صادر عن جولدمان ساكس، يُقدر سوق المعادن الحرجة حاليًا بحوالي 320 مليار دولار، ومن المتوقع أن تتضاعف قيمته خلال السنوات الخمس المقبلة.
ومع هذه المعطيات، يصبح من الواضح لماذا تحظى الموارد المعدنية الأوكرانية باهتمام عالمي، بما في ذلك اهتمام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي شدد على ضرورة استرداد قيمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا عبر تأمين الوصول إلى هذه الموارد الاستراتيجية.
