رسالتنا التسامح والسلام.. مخرج الجزء العربي لفيلم شهداء ليبيا: رحلة من التأثر الشخصي إلى ترشيح الأوسكار
بعد إطلاق فيلم الرسوم المتحركة The 21 في ذكرى استشهاد الأقباط في ليبيا، الذين أُعدموا في عام 2015، جاءت تصريحات جديدة حول الفيلم، وكشف المخرج أدهم سيد مخرج الجزء العربي للفيلم الـ 21 تفاصيل مثيرة حول بداية المشروع منذ خمس سنوات.
رحلة من التأثر الشخصي إلى ترشيح الأوسكار
وقال أدهم سيد مخرج الجزء العربي للفيلم الـ 21، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: هذا العمل نجح في تجسيد لحظات حادث استشهاد الأقباط في ليبيا، والبداية كانت في مصر، حينما زار مارك روجرز منتج الفيلم الأمريكي إحدى الكنائس واطلع على صورة للشهداء.
وأضاف أدهم: تأثر روجرز بالقصة المؤلمة للـ21 شهيدًا، تلك القصة كانت بمثابة الشعلة التي أشعلت فكرة إنتاج فيلم ليس فقط عن تلك الحادثة، بل أيضًا عن التسامح والسلام.
ومن خلال التعاون مع ماندي هارت، مُنتجة الفيلم، قرر روجرز تحويل الفكرة إلى فيلم أنميشن بدلًا من الوثائقي، وتم التواصل مع تود بولسن، صانع أفلام رسوم مُتحركة أمريكي شهير، الذي كان قد عمل على مشاريع كبرى مثل فيلم "بوكوف لايف"، ليكون جزءًا من هذا المشروع.
مقابلات مع أهالي الشهداء.. مفتاح التقاط عمق القصة
وقال إن بولسن، الذي نشأ في عائلة مسيحية تبنته بعد أن كان يتيمًا، تأثر بشدة بالقصة وقرر أن يكون جزءًا من هذا العمل الفني، وزار مصر لإجراء أبحاث ودراسات حول الشهداء لأنهم أبطال الفيلم ونجح في التقاط عمق القصة من خلال لقاءات مع أهاليهم.
وذلك ما دفعه لاختيار أسلوب الأنميشن الذي يعكس الأيقونات القبطية في الكنائس، كما شارك أكثر من 70 فنانًا من 24 دولة في إنتاج الفيلم، بينهم متطوعون وآخرون تم دفع أجور لهم.
وقال أدهم: بدأ العمل على الفيلم منذ خمس سنوات، وتم تقديم ورشة عمل في أنيماتيكس في مصر عام 2022، حيث كان تود بولسن موجودًا، الذي أبدع في ترجمة مشاعره الشخصية إلى إبداع سينمائي.
وخلال ورشة العمل، تم اتخاذ قرار تحويل الفيلم إلى نسخة ثنائية اللغة (إنجليزي وعربي) لتسهم في وصول الرسالة لأكبر عدد من المتابعين.
ثم جاءت مفاجأة أخرى ظهرت في عملية الدبلجة، حيث قرر فريق العمل إنتاج نسخة كاملة باللغة العربية لأهالي الشهداء في مصر.
واستكمل أدهم بأنه على بالرغم من عدم وصول الفيلم إلى القائمة النهائية للأوسكار هذا العام، فإن ترشيحه للقائمة القصيرة كان شرفًا كبيرًا، حيث تم اختياره من بين 88 فيلمًا عالميًا ليصل إلى مرحلة المنافسة على جائزة الأوسكار المكونة من 15 فيلم، موضحًا: لكن للأسف في التصفيات النهائية لم يخوض The 21 القائمة الخماسية.
كما أكد مخرج الجزء العربي لفيلم The 21 أن الفيلم يهدف إلى توصيل رسالة التعايش والتسامح، حيث ينقل فكرة أن المسلمين والمسيحيين قد وقفوا معًا ضد ما حدث، ويبرز الوحدة في مواجهة الصعاب.
واختتم بأن الرسالة الأساسية التي يسعى الفريق لإيصالها هي أن جميع الأديان تتعايش في سلام، مع الحفاظ على ذكرى الشهداء من خلال فن الرسوم المتحركة.
