حافظ بشار الأسد يكشف موقعه في موسكو.. هفوة غير محسوبة أم رسالة سياسية؟

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو جديد لحافظ بشار الأسد، نجل الرئيس السوري السابق، وهو يتجول في أحد شوارع موسكو، ما أثار تكهنات واسعة حول سبب هذا الظهور وتوقيته، الفيديو الذي لا تتجاوز مدته تسع ثوانٍ، نُشر عبر حسابه على تليجرام، حيث أكد من خلاله أن الحسابات التي ظهرت باسمه على منصتي إكس وتليجرام تعود إليه بالفعل، نافيًا امتلاكه أي حسابات أخرى.
رصد الموقع وتحليل المشهد
وفقًا لـ وسائل إعلام عربية، ظهر حافظ الأسد وهو يسير في شارع بولشايا أوردينكا، أحد الشوارع البارزة في وسط العاصمة الروسية، والذي يتمتع بأهمية تاريخية، بعد تدقيق المشاهد التي ظهرت في الخلفية، تمكن متابعون من تحديد الموقع بدقة، حيث يقع بالقرب من نهر موسكفا وعلى بُعد 1.2 كيلومتر من الميدان الأحمر، وما يقارب كيلومتر واحد فقط من مبنى الكرملين، كما أن المكان قريب من معرض تريتياكوف الحكومي، الذي يُعد من أهم مراكز الفنون الروسية.
هذا التحليل الجغرافي للفيديو لم يكن مجرد اجتهاد عابر، بل جاء في سياق الجدل الدائر حول مصير عائلة الأسد بعد سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر 2024، وكانت تقارير سابقة قد كشفت عن امتلاك عائلة الأسد أكثر من 20 شقة فاخرة في موسكو، وتحديدًا في مجمع مدينة العواصم، الذي يُعرف باستضافته للنخب الروسية وكبار رجال الأعمال.
ظهور مدروس أم حركة غير محسوبة؟
تزامن ظهور حافظ الأسد مع تسريبات نشرها قبل أيام عبر حساباته، تحدث فيها عن فرار عائلته إلى موسكو بشكل مفاجئ دون خطة واضحة، قبل أن يتم حذف هذه الحسابات بطريقة غامضة، مما زاد من الشكوك حول مدى صحة ما قاله، أو إن كان يخضع لرقابة معينة.
في الوقت ذاته، أثار نشر الفيديو تكهنات حول ما إذا كان ظهوره جزءًا من تحركات روسية مدروسة، فقد ربط البعض بين هذا التوقيت واتصال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس السوري الحالي أحمد الشرع، مشيرين إلى احتمال وجود مناورة سياسية في الخلفية.
على الجانب الآخر، رأى بعض المعلقين أن الفيديو يُظهر حافظ الأسد كشخص يعيش حياة طبيعية دون قلق، رغم أن عائلته متهمة بنهب ثروات سوريا، وهو ما دفع البعض للمطالبة بتسليمه مع الأموال التي استحوذ عليها.
بين من يرى أن حافظ الأسد مجرد أداة بيد المخابرات الروسية، ومن يعتبر أنه يحاول الظهور كشخصية مستقلة بعد رحيل والده عن السلطة، يبقى الجدل مفتوحًا حول مستقبل هذه العائلة في روسيا، وما إذا كانت موسكو ستظل الملاذ الآمن لها أم أن هناك تغييرات تلوح في الأفق.