الصداع النصفي.. ماذا يحدث بالفعل داخل المخ خلال النوبة؟
لا يمثل الصداع النصفي مجرد صداع شديد، بل هو حالة عصبية معقدة تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ولكن فهم ما يحدث في دماغك خلال النوبة يمكن أن يساعد في إدارة الحالة بشكل أفضل وتمكينهم.
وفقًا لـ news18، الصداع النصفي هو نشاط دماغي متعدد المراحل يبدأ عند نقطة غير معروفة تُعرف بمرحلة البادرة، والتي قد تكون قبل ساعات أو حتى أيام من النوبة الفعلية، وخلال هذا الوقت، قد تشعر بالانفعال أو التعب أو حتى الجوع بشكل غير عادي، وتشير هذه الأحاسيس الطفيفة إلى أن الدماغ يستعد لما ينتظرك.
تبدأ نوبة الصداع النصفي باكتئاب قشري منتشر CSD، وهي موجة من النشاط الكهربائي تنتشر عبر سطح الدماغ، ما يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات، بما في ذلك إطلاق المواد الكيميائية الالتهابية وتضخم الأوعية الدموية التي تؤدي إلى الألم وعدم الراحة المرتبط بالصداع النصفي.
قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أيضًا من ظاهرة حسية تُعرف باسم الهالة، ويمكن أن تكون هناك خطوط متعرجة أو بقع عمياء أو إحساس بالوخز يستمر عادةً من 5 إلى 60 دقيقة، غالبًا ما يشير ظهورها إلى بداية الصداع، وهو علامة مميزة للصداع النصفي.
لماذا يحدث الصداع النصفي؟
لا يمكن تحديد سبب واحد وراء معاناة الأشخاص من الصداع النصفي، وحتى الآن، تعتقد الدراسات أن السبب هو مزيج من العوامل الوراثية والتغيرات في كيمياء المخ والعوامل البيئية، بعض الأشخاص ببساطة أكثر حساسية للتغيرات من حولهم أو داخليًا من غيرهم، مما قد يؤدي إلى إصابتهم بالصداع النصفي.
الأسباب المعتادة تشمل:
التوتر: يعتبر التوتر أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى تطور الصداع النصفي.
العوامل الغذائية: يمكن لبعض الأطعمة مثل الجبن القديم والشوكولاتة والكافيين أن تؤدي إلى إثارة نوبات الصداع النصفي.
اضطرابات النوم: يمكن أن يؤدي النوم كثيرًا أو قليلًا إلى زعزعة توازن دماغك، مما يؤدي إلى الصداع والصداع النصفي.
التغيرات الهرمونية: تصاب النساء بالصداع النصفي بشكل متكرر بسبب اختلال التوازن الهرموني، وخاصة أثناء الدورة الشهرية.
المحفزات البيئية: الأضواء الساطعة والأصوات العالية والروائح النفاذة يمكن أن تؤدي إلى إثارة هذه الحالة لدى الأشخاص الحساسين.
على الرغم من عدم إمكانية علاج الصداع النصفي، إلا أنه يمكن علاجه وإدارته بشكل جيد، في معظم الأحيان، يقع علاج الصداع النصفي إما تحت العلاج الوقائي أو العلاج الحاد.
تهدف العلاجات الحادة إلى إيقاف النوبة في البداية مثل استخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية أو الأدوية الموصوفة التي يظهر تأثيرها في وقت مبكر من نوبة الصداع النصفي، بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الصداع النصفي بشكل متكرر، يمكن أن تساعد العلاجات الوقائية في تقليل تكرار وشدة الصداع النصفي.
ويمكن أن تكون الأدوية وتعديلات نمط الحياة وحتى تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا أو التأمل جزءًا من العلاج الوقائي، كما تساعد ممارسة العادات مثل تجنب المحفزات والحفاظ على جداول نوم منتظمة والبقاء رطبًا وتناول وجبات صحية بشكل كبير في منع الصداع النصفي.
