بيفرتك السموم.. فوائد صيام التطوع في شعبان بشهادة دراسات علمية
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من صيام التطوع في شعبان أكثر من أي شهر آخر، وهو ما ألقى الضوء على فضل هذا الشهر العظيم وكيف أن الصوم خلاله له فوائد عظيمة على المستوى الديني والصحي. فما هي فوائد صيام التطوع في شعبان وكيف أثبته الطب والدراسات العلمية، وكيف نتجنب الخمول والضعف العام عند الصيام بشكل عام؟، هذا ما يناقشه القاهرة 24 في التقرير التالي.
صيام التطوع في شعبان
حثت السنة النبوية على الإكثار من صيام التطوع في شعبان خاصة في أيام رفع الأعمال واستجابة الدعاء، أبرزها أيام الاثنين والخميس من كل أسبوع، والأيام البيض الثلاثة بما فيها النصف من شعبان.
وحددت دار الإفتاء المصرية موعد الأيام البيض في شهر شعبان وفقًا لنتائج استطلاع شهر شعبان والتي توافق أيام الأربعاء 12 فبراير 2025، و13 و14 من نفس الشهر، وهي ذاتها أيام 13 و14 و15 من شهر شعبان 1446 هـ.
ووفقًا لتقويم العام الهجري، يتضمن شهر شعبان 8 أيام هي أيام الاثنين والخميس، وبالإضافة إلى الأيام البيض، يكون مجموع الأيام المستحب الصيام فيها خلال شهر رمضان 11 يومًا، مع استحباب صيام أيام أكثر من أيام شهر شعبان المباركة.
ولكن، السؤال الأهم، لماذا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيام التطوع في شعبان بما يفوق صيامه في الشهور الأخرى، وما فائدة صيام التطوع على الجسم؟.
قال الدكتور زغلول النجار رئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم السابق بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في لقاء تلفزيوني سابق، إن الأصل في العبادات أنها لا تُعدّل ويستجيب لها المؤمن سواء فهم الحكمة من هذه العبادة أو لم نفهمها، ولكن إذا استطاع في زمن التقدم العلمي والتقني أن يفهم الحكمة من وراء العبادة فإنه سيؤديها بأداء أفضل ويتمتع بهذا الاداء متعة أكبر ويكون له الأجر الأعظم.
وأوضح أن في قوله تعالى "يا أيها.." حكمة عظيمة تتضح من النداء في صدر الآية بنداء محبب إلى القلب؛ لأن الإيمان فضيلة تفوق كل الفضائل وهو تشريف لمن يؤدون هذه العبادة.
وشدد على أن قول المولى عن فريضة الصيام "كُتب عليكم الصيام" هي أشد وأقوى من "فُرض عليكم" ويبين عمة تلك العبادة أنها تأكيد لوحدانية الدين الإسلامي منذ خلق آدم وحواء، إذ قال تعالى "كما كُبت على الذين من قبلكم" أي الأمم السابقة منذ بداية الخلق وعلى جميع الرسل والأنبياء.
ورجح الدكتور عبد العزيز النجار، أن تكون صفة الصوم واحدة منذ خلق الكون، وهي ما نمارسه الآن من امتناع عن الشراب والطعام، استنادًا إلى وحدة الرسالة نفسها وهي عبادة الله وحده، كما أن فترة من الفجر إلى الغروب هي الفترة المثلى لأداء الصيام حتى يكون له مردود صحي على الذي يصوم.
وحول فوائد صيام التطوع في شهر شعبان خاصة وأداء فريضة صيام رمضان، استدل النجار بما نشره 4 أطباء من اليابان وأميركا عام 2016، من دراسة علمية حازوا بها جائزة نوبل، حول الالتهام الذاتي، حيث أثبت الأطباء أن أفضل وسيلة لتطهير الجسم مما يتجمع فيه على مدار العام من شحوم ودهون وخلايا ميتة وأخرى ضارة هو الصيام.
إذ أثبتت الدراسة أن صيام الإنسان لمدة تتراوح بين ثمان ساعات إلى 16 ساعة عن الطعام والشراب، ينشط الخلايا لتطهير نفسها فتخرج مواد بروتينية تغلف هذه السموم لتحولها إلى غذاء لها وتلتهمها، وهو ما فسره الأطباء بعملية الالتهام الذاتي التي تعد الفائدة العظمى للصيام.
فوائد صيام شهر شعبان
وضمن الحديث عن فوائد صيام شهر شعبان النفسية، استدل النجار بكتاب ألفه أحد كبار علماء النفس في 2004 عن فوائد الصيام عموما، يقول فيه: "هناك ضرورة أن يتدرب الإنسان لفترات محددة على حرمان نفسه، طواعية واختيارًا، من العديد على فرائضها كأسلوب من أساليب تهذيب هذه النفس وتربيتها على تقوية إرادتها أمام العديد من الشهوات والغرائز والانفعالات التي يتعرض لها في هذه الحياة.
واستكمل: وإنه كلما زادت فرص الإنسان في ذلك كلما ارتقى في سلم الإنسانية إلى مقامات متسامية في السلوك والفهم والحكم على الأشياء، وعلى النقيض من ذلك فإن الإفراط في اتباع الشهوات وتقديس الاختيارات يؤدي إلى شيء من عدم القناعة؛ الذي ينتهي بالإنسان إلى حالة من الاكتئاب والشعور بالتعاسة والإحباط المفضي إلى الأمراض النفسية المختلفة.
وأكد عالم النفس في كتابه بأنه استنادًا لما سبق: يتضح وجه آخر من أوجه التشريع الإعجازي والطبي في عبادة الصيام.
وعلق الدكتور زغلول النجار على ما قاله عالم النفس، بأن الإنسان إذا ترك لغرائزه وشهواته لن يرضيه شيئًا، ولكن التعود على تقوية إرادة الإنسان وتحكمه في شهواته هو الذي يرتقي به في مراتب الإنسانية.
وللاستفادة من فوائد صيام التطوع في شهر شعبان، وتسهيل التعود على صيام التطوع والفرض، نوه النجار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بتعجيل الإفطار وتأخير السحور لضبط حاجة الجسم للغذاء، بل وحث على ضرورة تناول وجبة السحور لأنها التي يعتمد عليها الجسم طوال فترة الصوم.
وشدد على ضرورة تناول وجبة السحور لأنها هي التي يتم من خلالها تخزين كمية السكر التي تعين الإنسان خلال فترة الصيام، ناصحًا بعدم تناول وجبات ثقيلة مثل الدهون او الدجاج او السمك في السحور لأن الدهون تتحول إلى سكر إضافي يرهق الصائم، ولكن يكتفي بشيء من الزبادي ومنتجات الألبان والعسل.