الجثث تملأ الشوارع وهروب آلاف السجناء.. ماذا يحدث في مدينة جوما الكونغولية؟
![الكونغو الديمقراطية](/UploadCache/libfiles/150/4/600x338o/599.jpg)
تشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية أحداثا دامية، راح ضحيتها عشرات المواطنين بين قتلى ومصابين على إثر هجوم متمردي حركة إم 23، المدعومة من رواندا، على مدينة جوما شرق البلاد وسط مناشدات أممية بمحاولة السيطرة على الأوضاع.
وفي ذات السياق، تعاني المستشفيات في المدينة من اكتظاظ شديد، إذ تعالج مئات المرضى المصابين برصاص الأسلحة النارية وقذائف الهاون وشظايا الانفجارات، في الوقت الذي تملأ فيه الجثث شوارع المدينة، وفقًا لما صرحت به وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى اليوم.
وكان متمردو حركة إم 23، المدعومون من رواندا، قد دخلوا مدينة جوما الاثنين في تصعيد كبير للنزاع المستمر منذ ثلاثة عقود، لكنهم لا يزالون يواجهون جيوبًا من المقاومة من قِبل الجيش وحلفائه، وفقًا لوكالة رويترز.
وذكر ينس لاركي، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، استنادًا إلى تقارير من فرق العمل في المدينة، أن إطلاق النار الكثيف بالأسلحة الصغيرة وقذائف الهاون استمر في شوارع جوما اليوم الثلاثاء، حيث يمكن رؤية العديد من الجثث في الشوارع.
وقال لاركي خلال إفادة صحفية في جنيف: الوضع الإنساني في جوما ومحيطها لا يزال مقلقًا للغاية، المستشفيات في جوما تعاني من ضغط هائل، وتكافح للتعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى، مضيفًا أن هناك تقارير عن تعرض نساء للاغتصاب على أيدي المقاتلين.
وقالت أديلهايد مارشونغ، منسقة الاستجابة الطارئة لمنظمة الصحة العالمية في الكونغو، خلال نفس الإيجاز الصحفي، إن مئات الأشخاص تم إدخالهم إلى المستشفيات مصابين بجروح من طلقات نارية وغيرها.
وأضافت: تصلنا تقارير عن إطلاق النار على العاملين الصحيين، وعن وقوع المرضى، بمن فيهم الرُضّع، في مرمى النيران المتبادلة.
كما ذكر الصليب الأحمر أن أحد مستشفياته استقبل أكثر من 100 مريض خلال 24 ساعة فقط، يعانون من إصابات في الرأس والصدر نتيجة قذائف وشظايا، وأن المرضى يضطرون إلى الانتظار في الممرات بسبب نقص الأسرة.
وقال باتريك يوسف، المدير الإقليمي لأفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر: ما يثير القلق بشكل كبير هو الزيادة الملحوظة في أعداد الأطفال المصابين بجروح خطيرة.
ماذا يحدث في شرق الكونغو؟
وتشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتحديدًا المناطق الشرقية، تصعيدًا حادًا للنزاع المسلح الذي يمتد لثلاثة عقود، التوتر الحالي ناتج عن دخول متمردي حركة إم 23، المدعومة من رواندا، إلى مدينة جوما، وهو ما يُعدّ خطوة كبيرة في تصعيد النزاع.
ويشار إلى أن حركة إم 23، هي جماعة متمردة تأسست عام 2012، وتتهمها الحكومة الكونغولية بالحصول على دعم عسكري مباشر من رواندا، رغم نفي رواندا لذلك.
ويعود الصراع إلي التوترات العرقية، وصراع على الموارد الطبيعية الغنية في المنطقة مثل الذهب والكوبالت، بالإضافة إلى ضعف الدولة المركزية وعدم قدرتها على فرض السيطرة، كما تتهم الكونغو رواندا بدعم المتمردين لتحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية في شرق الكونغو.
وكانت تقارير أفادت هروب 3 آلاف سجين في الكونغو في حادث هروب جماعي لآلاف السجناء، بعد هجوم مسلح استهدف أحد أكبر السجون في البلاد، ووفقًا للتقارير، فإن الهجوم أدى إلى فرار ما يقرب من 3،000 سجين، مما يعكس تدهور الوضع الأمني في البلاد.