دراسة: الأحوال الجوية مسؤولة عن 80% من انقطاعات الكهرباء في الولايات المتحدة
كشفت دراسة حديثة أن الأحوال الجوية القاسية كانت السبب الرئيسي وراء 80% من حالات انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في الولايات المتحدة بين عامي 2000 و2023، وأوضحت الدراسة أن هذه الظواهر المناخية تُلحق أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية للطاقة، مما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن عشرات الآلاف من السكان.
الأحوال الجوية القاسية وتأثيرها على شبكة الكهرباء
ووفقًا لـ columbia university، شملت الدراسة العواصف الاستوائية، موجات الحرارة الشديدة، العواصف الشتوية، وتساقط الثلوج، والتي ازدادت حدتها وتكرارها بفعل تغير المناخ، وأكد الباحثون أن هذه الأحداث الجوية، التي غالبًا ما تكون شديدة ومتزامنة، تسببت في تعطيل شبكات الكهرباء في أكثر من 75% من المقاطعات الأمريكية خلال الفترة من 2018 إلى 2020.
تحليل الأنماط الزمنية والمكانية للظواهر الجوية
واستندت الدراسة إلى بيانات دقيقة عن الأحوال الجوية القاسية وانقطاعات التيار الكهربائي التي استمرت 8 ساعات أو أكثر، وشملت أكثر من 1600 مقاطعة أمريكية.
وأظهرت النتائج أن الأمطار الغزيرة كانت الحدث الجوي الأكثر شيوعًا، حيث أثرت على 1170 مقاطعة، خصوصًا في مناطق خليج المكسيك والشمال الشرقي، في المقابل، تركزت موجات الحرارة الشديدة في الولايات الجنوبية الشرقية، بينما سُجلت العواصف الثلجية بشكل أساسي في الشمال الشرقي والساحل الغربي، كما برزت حرائق الغابات على الساحل الغربي، بينما تأثرت المقاطعات الواقعة على الساحل الشرقي بشكل رئيسي بالأعاصير المدارية.
تأثيرات متزامنة للأحداث الجوية المتعددة
وأوضحت الدراسة أن أكثر من نصف المقاطعات التي شهدت انقطاعات كبيرة للكهرباء تعرضت لظواهر جوية متعددة في وقت واحد، مثل الأعاصير المدارية المصحوبة بأمطار غزيرة، وأظهرت النتائج أن الأعاصير المدارية كانت الأكثر احتمالية للتسبب في انقطاع الكهرباء لمدة 8 ساعات أو أكثر، بنسبة بلغت 0.24 مقارنة بالأحداث الجوية الأخرى.
وأكد الباحثون أن انقطاع الكهرباء الناتج عن الأحوال الجوية القاسية يترتب عليه عواقب وخيمة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والصحية، فعلى سبيل المثال، شهدت ولاية تكساس في عام 2021 انقطاعًا للتيار الكهربائي استمر 10 أيام بسبب موجة باردة، ما تسبب في خسائر اقتصادية قُدرت بـ130 مليار دولار.
ومن الناحية الصحية، يؤدي انقطاع الكهرباء خلال موجات الحر إلى زيادة مخاطر التعرض لدرجات حرارة مرتفعة، ما يضاعف معدلات الوفيات المرتبطة بالحرارة، كما أن الانقطاع الناتج عن حرائق الغابات يمنع تشغيل أجهزة تنقية الهواء، مما يفاقم التلوث الداخلي ويزيد من الضغط القلبي الرئوي، خاصة لدى المصابين بأمراض مزمنة.
أهمية تعزيز المرونة المناخية لشبكات الكهرباء
وتسلط الدراسة الضوء على الحاجة الملحة إلى تعزيز استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ وتقوية مرونة شبكات الكهرباء لمواجهة التحديات المستقبلية، وأكدت أن الأبحاث السابقة ركزت على الأحداث الجوية الفردية، متجاهلة التأثير المشترك للأحداث المتزامنة، مما يدعو إلى مزيد من الدراسات لفهم الأنماط التاريخية واستيعاب المخاطر بشكل أفضل.