الجمعة 24 يناير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المخرجة هالة جلال: هدفي التجديد بعد 25 عامًا من النجاح في مهرجان الإسماعيلية.. وأسسنا شراكات لتجاوز أزمة الميزانية| حوار

المخرجة هالة جلال
فن
المخرجة هالة جلال - أرشيفية
الخميس 23/يناير/2025 - 05:13 م

أسسنا شراكات للتغلب على ضآلة الميزانية

نشهد تعاونًا ودعمًا كبيرًا من محافظ الإسماعيلية.

حسين بكر قطع شوطًا كبيرًا قبل ترك منصبه

وسط استعدادات مكثفة وتحضيرات غير مسبوقة، تستقبل الإسماعيلية دورتها الـ26 لمهرجان الأفلام التسجيلية والقصيرة تحت قيادة المخرجة المبدعة هالة جلال، التي تولّت رئاسة المهرجان هذا العام لتكتب فصلًا جديدًا في تاريخ هذا الحدث العريق.

بإصرارها على تقديم رؤية فنية مغايرة وتجديدية، وضعت هالة جلال بصمتها الواضحة، مستندة إلى خبرتها السينمائية وشغفها بدعم الإبداع، في هذا الحوار، تكشف لنا كواليس التحضيرات، والتحديات التي واجهتها، وخططها الطموحة لتحويل المهرجان إلى منصة دائمة لدعم الأفلام التسجيلية والقصيرة في مصر وخارجها.

وإلى نص الحوار.

- موعد المهرجان جاء مبكرًا هذا العام بسبب شهر رمضان، هل أثّر ذلك على الدورة وتحضيراتها خاصة أن قرار تكليفك برئاسة المهرجان كان من فترة قريبة؟

 في الحقيقة، تم تحديد موعد المهرجان قبل تكليفي برئاسة المهرجان، لو كان لي حرية الاختيار، لا يمكن أن أختار هذا الموعد، كونه يتزامن مع مهرجان كليرمون - فيران، وقبل مهرجان برلين مباشرة، وهو ما يشكل صعوبة بالتأكيد في دعوة بعض الشخصيات السينمائية المهمة المرتبطة بالمهرجانين.

هالة جلال: لو كان بيدي لغيرت موعد المهرجان

في مصر، يتم التنسيق مع مراعاة شهر رمضان، لكن من ضمن الأهداف التي أطمح لتحقيقها مستقبلًا هو تغيير موعد المهرجان وتثبيته، سواء في ظل رئاستي للمهرجان أو رئاسة شخص آخر، إذ إن توقيت المهرجان عنصر حساس يجب التخطيط له بدقة؛ لأنه يوسع فرصة استضافة أفلام وضيوف أكثر أهمية، وفبراير ليس توقيتًا مناسبًا لإقامة مهرجان الإسماعيلية.

رغم ذلك، اجتهدنا في إقناع بعض السينمائيين بالمشاركة بعد انتهاء التزاماتهم في كليرمون - فيران. استخدمنا علاقاتنا الشخصية في عالم السينما لإتمام ذلك، والنتيجة مرضية والحمد لله.

-نود التعرف بشكل أكبر على فريق عمل المهرجان ومهامهم.. وهل اعتمادكِ على سينمائيين أكثر من النقاد أثر على التوجهات والاختيارات؟

نعم، فكرت بدلًا من أن يكون هناك مدير فني، أن يكون هناك مسؤول عن كل برنامج، إذ كان هدفي تجديد مهرجان الإسماعيلية بعد 25 عامًا من النجاح، وأحب هذا المهرجان كثيرًا، وكنت أتابعه منذ أن كنت طالبة، ومخرجة، وعضو لجنة تحكيم، لأن هناك علاقة عاطفية كبيرة تربط بين المهرجان والسينمائيين المصريين، لذا كان هدفي أن أقدّم شيئًا أفضل مما قُدّم، فمن الصعب أن أكمل مع مهرجان ناجح وأن أكون في ظل السابقين أو أقل.

هالة جلال: من الصعب الاستمرار مع مهرجان ناجح

قررت تقسيم كل مسابقة وبرنامج ليكون هناك سينمائي مسؤول عنها وتشمل: السينما التسجيلية، التحريك، القصيرة، والمستقلة هي مجالات تحتاج إلى رؤى جديدة، لذلك استعنت بسينمائيين ذوي خبرة في البرمجة أو التدريس، منهم ماجي مرجان، مروان عمارة، أحمد نبيل، مصطفى يوسف، عبد الفتاح كمال، حنان راضي، تغريد العصفوري، وشريف فتحي. هدفنا كان تقديم زوايا جديدة ومختلفة لرؤية المهرجان.

-لماذا تم اختيار اسم علي الغزولي لإطلاقه على الدورة الحالية للمهرجان؟ ولماذا كرمتم أسماء تم تكريمها في دورات سابقة؟

علي الغزولي هو شاعر السينما التسجيلية، تكريمه ليس مجرد تقدير لشخصيته، بل هو احتفاء بأثره الكبير في السينما التسجيلية، وسيتم عرض فيلم قصير عنه يعكس قيمة ما قدّمه كونه رمزًا للإبداع، أما تكريم أشخاص سبق تكريمهم من قبل، فهذا التكريم يحمل أهمية مختلفة، إذ يُسلط الضوء على إسهاماتهم بطريقة جديدة، من خلال برنامج عين على التاريخ، الذي يعرض دررًا سينمائية نادرة تُعتبر جزءًا مهمًا من التراث السينمائي التسجيلي.

على سبيل المثال، سنعرض مشروع تخرج عطيات الأبنودي، وفيلم "حسن والعصفور" لنبيهة لطفي، الذي يُعرض لأول مرة، الهدف هو النظر إلى هؤلاء الرواد كإرث حيّ ومصدر إلهام للأجيال القادمة.

-ما أبرز الجلسات النقاشية التي ستُقام خلال مهرجان الإسماعيلية هذا العام؟
الجلسات النقاشية تشمل:

1. ماستر كلاس للمخرج الأمريكي روس كوفمان: ورشة عمل مميزة لصانعي الأفلام التسجيلية المصريين.

2. ماستر كلاس للمخرج الكاميروني جان ماري تينو: ورشة خاصة وتكريم لإسهاماته.

3. جلسة للمخرج المغربي هشام الفلاح: مناقشة التجارب الإفريقية في السينما التسجيلية وطرق التحايل على القيود المالية.

-كيف كان التعاون مع المركز القومي للسينما؟

عندما توليت المسؤولية، كان الأستاذ حسين بكر قطع شوطًا كبيرًا في تشكيل فريق العمل، والأمور تسير بسلاسة، ونعمل بتناغم مع المركز لضمان سير العمل وفق القواعد.

-إلى أي درجة أثرت الأزمة الاقتصادية على المهرجان؟ وكيف تغلبتم عليها؟

نعمل ضمن ميزانية محدودة جدًا، اعتمدنا على العمل التطوعي بشكل كبير، إذ ساهم العديد من السينمائيين دون مقابل، كما استغللنا علاقاتنا الشخصية لبناء شراكات مع جهات مختلفة، مثل صندوق التنمية الثقافية وهيئة الإعلام، لتوفير الموارد اللازمة.

-كيف كان التعاون مع محافظة الإسماعيلية في تنظيم المهرجان؟

كان المحافظ متعاونًا جدًا، وأبدى رغبته الكبيرة في دعم المهرجان، إذ رحب بفكرة توسيع نطاق العروض لتشمل فايد والقنطرة، بجانب قصر الثقافة.

-كيف أثر ضعف الميزانية على الحضور والدعاية؟

ضعف الميزانية أثّر على حجم الدعاية، لكننا عوضنا ذلك بالتواصل المباشر مع الجامعات والجمعيات، ودعونا طلابًا من النقد السينمائي ليكتبوا مراجعات عن الأفلام ونشرها، مما ساعد في جذب جمهور شاب.

-المركز القومي للسينما هو المشرف على المهرجان، فهل كانت الأمور المتعلقة بالمهرجان تتم بسلاسة في التعاون بينك وبين فريقك وأداء المركز، خاصة مع عدم وجود رئيس للمجلس؟

عندما توليت المسؤولية، كان الأستاذ حسين بكر موجودًا وبدأ بالفعل في العمل وقطع شوطًا كبيرًا، فريق العمل تم تشكيله بالكامل خلال وجوده، وعرضت عليه وجهة نظري بشأن العمل، ووافق عليها واعتمدها، ووضعت خطة العمل بطريقة محددة، كما أحضر اللائحة لضمان أننا لا نخرج عن القواعد.

منذ ذلك الحين، كل الأمور المتعلقة بإدارة العمل تسير بشكل طبيعي، وأنا أتعامل مع المدير الإداري والمنسق والمسؤولة الإعلامية، والجميع متعاون ويسعى لإتمام المهام بأكمل وجه ليخرج المهرجان في أفضل صورة.

-يتم التحضير للمهرجان أيضًا في ظل عدم وجود رئيس جديد للرقابة، فهل أثر ذلك على الموافقة الرقابية للأفلام المشاركة في المهرجان؟

قمنا بعرض جميع الأفلام على الرقابة احترامًا للقانون، وحتى الآن تأتينا مؤشرات بالموافقة على الأفلام، لم تواجهنا أي مشاكل حتى هذه اللحظة، ونتمنى أن تسير الأمور على خير.

-في السنوات الأخيرة، أثرت الأزمة الاقتصادية على أغلب الفعاليات السينمائية، إلى أي درجة أثرت تلك الأزمة على الإسماعيلية؟ وكيف تغلبتم عليها؟

نعمل ضمن ميزانية محدودة جدًا وغير معقولة، لكننا اعتمدنا على روح العمل التطوعي بشكل كبير، ولدينا عدد كبير من المتطوعين الذين ساهموا دون مقابل، من شباب ومتوسطي الكارير وحتى سينمائيين كبار، على سبيل المثال، الأستاذ مجدي عبد الرحمن لا يتقاضى أجرًا، وكذلك المتطوعون الشباب، ومصممة البوستر، وهي موهوبة جدًا، قدمت عملًا رائعًا دون مقابل.

هالة جلال: نعمل ضمن ميزانية محدودة جدًا وغير معقولة

حاولنا التغلب على نقص الموارد باستخدام علاقاتنا الشخصية في الوسط الفني، والتعاون مع مؤسسات الدولة، على سبيل المثال، صندوق التنمية الثقافية قدم لنا قاعة الإبداع، وجهاز التنسيق الحضاري ينظم ورشة عن الذاكرة والمكان، والمجلس الأعلى للثقافة يستضيف ورشة في القاهرة.

بالإضافة إلى ذلك، سنعرض الأفلام في أماكن مثل فايد وقصور الثقافة، واستفدنا من كل أشكال الدعم العيني والمادي المتاحة. هيئة الإعلام ومدينة الإنتاج الإعلامي ستساهمان في ترجمة بعض الأفلام إلى اللغة العربية.

-ما هي نقاط القوة والضعف في مهرجان الإسماعيلية؟ وكيف يمكن تعزيز نقاط الضعف ليصبح المهرجان أقوى؟

نقاط الضعف:
تتمثل في ضعف الميزانية، التحديات الإدارية، وتوقيت إقامة المهرجان. كما أن الأفلام التسجيلية والقصيرة ليست جماهيرية في مصر، إذ لا يعتاد الجمهور على الذهاب لمشاهدتها في قاعات العرض، رغم حبهم لمشاهدتها على التلفزيون.

للتغلب على ذلك، قمنا بترجمة الأفلام إلى العربية لجعلها أكثر قربًا للمشاهد. كما دعونا الممثلين المشاركين في الأفلام القصيرة ونجوم الصف الثاني لحضور الافتتاح؛ مما جذب اهتمام الإعلام والجمهور المحلي، وساهم في تسويق الأفلام.

نقاط القوة:
المهرجان يتميز بتركيزه على الأفلام التسجيلية والقصيرة، وهو ما يمنحه طابعًا فريدًا ومميزًا.

-هل لديكم خطط لتحويل مهرجان الإسماعيلية إلى منصة لدعم هذه الأفلام؟

نعم، أطلقنا ملتقى خاصًا هذا العام، يقدم جوائز مالية من شركات مصرية، الهدف منه أن يصبح المهرجان منصة تتيح إنتاج أفلام جديدة ودعم السينمائيين لخلق شراكات ومشاريع مستقبلية.

تابع مواقعنا