ما هي ظاهرة التنمر وأسباب انتشارها في المجتمع؟
أصبحت ظاهرة التنمر من الظواهر التي تطفو على سطح المجتمع المصري بشكل كبير، والتي تكون سببا في معاناة الآخرين من الاكتئاب النفسي والعصبي، نتيجة أن بعض الأشخاص لا يدركون معنى أن تؤذى إنسانا لا يسبب لك أي ضررا، فهناك الكثير من الأشخاص الصغيرة أو الكبيرة، التي قد تعرضت لظاهرة التنمر، إذ كشف مرصد الأزهر في عام 2019 عن بيانات صادرة عن منظمة اليونسكو، والتي أظهرت نسبة الأطفال الذين يتعرضون للتنمر، والتي وصلت إلى 70%.
إن التنمر ينتج من أشخاص غير متزنين، فليس أي هناك معنى لإيذاء إنسانا سواء من ناحية الشكل أو اللون أو العقيدة، فالتنمر هو شكل من أشكال العنف، فعندما يبدأ الشخص في الاستخفاف، فلا يدرك معنى الكلمة التي قالها للشخص، وكيف يكون لها تأثيرا في نفسه، حيث أن كل إناء ينضح بما فيه، فإذا كنت تتمتع بتربية صالحة، فعليك بالكلمة الطيبة الرائعة، التي ترسل السعادة للأشخاص سواء التي تعرفهم أو لا تعرفهم.
ظاهرة التنمر.. قنبلة موقوتة في المجتمعات
عندما تنتشر ظاهرة التنمر، فهذا يعد ناقوس خاطر لاستقرار المجتمع، حيث تبدأ الكراهية والنفور بين الأشخاص بسبب الاختلاف في الشكل أو اللون، حيث يظهر للبعض أن هذا الموضوع قد لا يتعدى إلى الكلمة، ولكن هناك العديد من أنواع التنمر حسبما ذكر موقع يونيسف، والنوع الأول هو البدني، والذي يكون من خلال الضرب، أو الركل أو إتلاف الأغراض، أما النوع الثاني اللفظي وهو عن طريق الشتائم أو السخرية أو التحقير.
هناك نوع ثالث من التنمر وهو الاجتماعي، ففي يوما من الأيام قد تعرضت للإهمال من بعض الأشخاص سواء في العمل أو المدرسة، وسببت لك أثرا نفسيا وبدينا، ولا يقتصر الأمر على ذلك فمن الممكن أنه ىتم استبعادك بسبب أنك ليس على أهواء بعض الأشخاص، وهناك التنمر النفسي الذي ينتج من بعض النظرات المقلقة، ومع تطور التكنولوجيا ظهر التنمر الإلكتروني، وهو عن طريق التهديد الشخصي سواء عن طريق الرسائل أو السخرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
حكم ظاهرة التنمر
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم ظاهرة التنمر، وهو أنه من الظواهر المذمومة في الدين الإسلامي، بالإضافة إلى أنه مجرم قانونيا، وذلك لأنه ينتج الأذى للأشخاص، الذين يتعرضون لمثل هذه الظاهرة، وواصلت أن التنمر بسبب الكثير من المخاطر على المجتمع المصري، وتنتج الكراهية والتناحر بين جميع أطراف المجتمع.
وناشدت دار الإفتاء أفراد المجتمع المصري أن يتصدوا لهذه الظاهرة ومكافحتها بكل الوسائل، لمنع انتشارها بجميع أنواعها،، كما أنها تحمل المؤسسات التعليمية والإعلامية الدور في تسليط الضوء على هذه الظاهرة، التي تنتشر كالنار في الهشيم، وفي سياق متصل، وصف هشام حتاتة، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس بأن التنمر هو بلطجة وحب السيطرة على الآخرين، إذ يشترط أنه ينشأ بين قوتين غير متماثلتين، وقد ينتج عن تكرار السخرية، حتى يسبب ألم نفسي كبير.
أسباب التنمر في المجتمعات
ذكر الدكتور أحمد هارون، أن التنمر هو سلوك عدواني يمارسه الشخص سواء بشكل بوعي أو بلا وعي أو بقصد وبلا قصد تجاه أحد الأشخاص المحيطين به أو مجموعة منهم، وقد ينشأ بين مجموعة أطفال ومجموعة أخرى، والتي ينتج عنها تعرض الأشخاص المتنمرين لبعض لأعراض الكبيرة مثل الاكتئاب الجسم، التي تؤدي إلى الانتحار.
وأوضحت الدكتورة رشا جندي، أن أسباب التنمر ينتج من أشخاص قد تعرضوا للتنمر في وقت سابق، ولم يتم علاجهم من هذه الظاهرة، فيؤدي إلى أنها يقوم بنفس التصرف، فيما يكون سبب آخر، أن الشخص الذي يقوم بمثل هذا التصرف نتيجة أن يشعر بالنقص، فيقوم بالتنمر، لكي يقوم بلفت الانتباه.
أنواع التنمر
أكدت الدكتورة رحاب العوضي، أستاذة علم النفس السلوكي، أن التنمر هو السخرية والتقليل من الآخر بدعوى الهظار أو المرح أو التسلية مشيرا إلى أن المتنمر والمتنمر به، يحتاج، لتعديل سلوك، أي أنها كلاهما ضعيف، مشيرة إلى أن أنواع التنمر هو البدني من خلال الضرب، والتنمر اللفظي وعن طريق الألفاظ بقصد إهانته، بالإضافة إلى التحرش الجنسي يدخل ضمن القائمة في العديد من الحالات.
كيفية مواجهة ظاهرة التنمر
كشفت رحاب العوضي، أستاذة علم النفس كيفية مواجهة ظاهرة التنمر، فالبنسبة للصغار، فعلى الجميع أن يغرس العديد من القيم والمبادئ، التي تمنع إيذاء الآخر، سواء بشكل نفسي أو لفظي وأن الإنسانية لا يتجزأ، أو عن طريق اللجوء إلى الكبار، لكي يساعده في مكافحة مشكلة التنمر، لافتا إلى أن الشخص الذي يُتنمر به عليه أن يخاف وأن يواجهه ليس بنفس السلوك أو من خلال المؤسسة سواء المدرسة.
وشددت رحاب العوضي على أن الشخص المتنمر عليه أن يعالج من هذا السلوك، ثم الشخص المتنمر يه، وينتج هذا من خلال وجود أب قوي أو أم قوية أو أخ أكبر في حياته، فهذا يساعد في علاجه بشكل أكبر وأسرع لمكافحة هذه المشكلة.