علماء يحذرون: عاصفة شمسية قد تضرب الأرض وتسبب شللا عالميًا

حذر علماء فيزياء الفضاء من احتمالية تعرض الأرض لـعاصفة شمسية هائلة قد تضرب الكوكب في أي وقت، مهددةً بشل البنية التحتية التكنولوجية وتعطيل خدمات أساسية تمس الحياة اليومية لمليارات البشر.
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، يمكن لهذا النوع من العواصف أن يتسبب فيما يطلق عليه البعض نهاية العالم للإنترنت، حيث يؤدي إلى احتراق محولات الطاقة، وانقطاع الكهرباء، وتعطل الأقمار الصناعية، فضلًا عن توقف إمدادات المياه النظيفة بسبب توقف المضخات الكهربائية، بالإضافة إلى تلف المواد الغذائية نتيجة تعطل وسائل التبريد.
انفجار شمسي
آخر مرة شهد فيها كوكب الأرض انفجارًا شمسيًا بهذا الحجم كانت قبل نحو 1250 عامًا، أي قبل اختراع الكهرباء بكثير، وقد اكتُشفت آثار هذا الحدث القديم، الذي يُعرف الآن باسم حدث ميياكي، من خلال تحليل حلقات أشجار أرز يابانية قديمة، حيث رصدت الباحثة فوسا مياكي ارتفاعًا غير معتاد في مستويات الكربون-14، ما يشير إلى تعرض الأرض لوابل هائل من الجسيمات الشمسية.
وأكد الدكتور ماثيو أوينز، أستاذ فيزياء الفضاء بجامعة ريدينغ البريطانية، أن العلماء لن يتمكنوا سوى من تقديم تحذير قبل نحو 18 ساعة فقط من وقوع الحدث، وهي مدة لا تكفي لاتخاذ إجراءات وقائية كافية.
وأشار أوينز إلى أن حدثًا مشابهًا لميياكي قد يؤدي إلى احتراق واسع لمحولات الكهرباء، مما يصعّب إعادة تشغيل الشبكة، ويهدد بانهيار قطاعات حيوية مثل الإنترنت، ومرافق المياه والصرف الصحي، ونظم التبريد الخاصة بتخزين الطعام.
مخاطر تطال الطيران والبيئة
في حال حدوث عاصفة شمسية قوية، فإن الركاب والطواقم الجوية الذين يسافرون على ارتفاعات عالية، خاصة قرب المناطق القطبية، قد يتعرضون لجرعات مرتفعة من الإشعاع، كما أن طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية قد تتضرر على المدى الطويل، ما يؤثر على الطقس والصحة العامة.
ورجّح العلماء أن تكون عاصفة ميياكي المحتملة أقوى بنحو 10 أضعاف من عاصفة كارينغتون الشهيرة التي وقعت عام 1859، والتي أدت إلى اضطراب أنظمة التلجراف حول العالم واشتعال النيران في بعض المحطات.
والجدير بالذكر أن هناك دراسة نُشرت عام 2022 في مجلة Proceedings of the Royal Society A، حذر فيها الباحثون من جامعة كوينزلاند الأسترالية من أن عاصفة شمسية بهذا الحجم قد تلحق أضرارًا جسيمة بالكابلات البحرية والأقمار الصناعية، ما يؤدي إلى انقطاع طويل للإنترنت وخدمات الاتصالات.
وحذروا من أن تأثيرات الإشعاع الشمسي قد تصل إلى استنزاف نحو 8.5% من طبقة الأوزون عالميًا، وهو ما يضيف عبئًا بيئيًا جديدًا بجانب التداعيات التكنولوجية والاقتصادية.