إلغاء دوري نايل ضرورة قومية
في ظل حاله الاحتقان بين الجماهير المصرية بمختلف انتماءاتها وفي ظل حالة الفوضى والعشوائية المسيطرة على قطاع كره القدم المصرية، ما أدى إلى الاشتباك بين الأندية؛ لقن النادي الأهلي صاحب القيم والمبادئ اتحاد الكرة درسا قاسيا، إذ عراه أمام الجماهير سواء المصرية أو العربية والإفريقية، عندما أفلت من كمين الأمر الواقع ورفض أداء المباراة بغير وجود طاقم تحكيم أجنبي، وعلى إثر ذلك صدر قرار باعتباره مهزوما وبخصم ثلاث نقاط في نهاية الموسم، مع تحميله جميع التعويضات والخسائر التي لحقت بالرعاة.
أعد النادي الأهلي ملفه القانوني، وتقدم به إلى اللجنة الأوليمبية متظلما من القرار، ولكن قوبلت طلباته بالرفض؛ فتقدم بشكوى لاتحاد الكرة لحفظ حقه في اللجوء للمحكمة الدولية وأخرى لرابطة الأندية، فصدر قرار بإلغاء الثلاث نقاط في نهاية الموسم مع الإبقاء على اعتبار النادي الأهلي مهزوما وأيضا تحميله التعويضات، هذا القرار لم يرتضِ به نادي الزمالك ونادي بيراميدز فتقدما ببيانات وشكاوى وهددا باللجوء لجميع الجهات الداخلية والدولية.
وفي الأيام القليلة الماضية ظهرت على السطح أزمة اللاعب محمود بنتايج، عندما كشفت سلطات دولة جنوب إفريقيا عن عدم وجود إقامة قانونية للاعب في مصر وعدم وجود تصريح عمل، ومن ثم امتنعت عن منحه تأشيرة دخول جنوب إفريقيا.
والحقيقة أن الآثار المترتبة على عدم قانونية وجود اللاعب في مصر ومن ثم عدم قانونية مشاركاته مع نادي الزمالك، ستودي حتما إلى إلغاء الدوري؛ إذ شارك اللاعب في ثلاث مباريات انتهت جميعها بالتعادل مع كل من: الأهلي وبتروجت وزد، وشارك في أربع مباريات انتهت بفوز الزمالك مع كل من: البنك الأهلي وإنبي وسموحة وفاركو، أي أن الزمالك سيفقد 15 نقطة أي سيكون رصيده في الدور الأول 17 نقطة أي مع التسع فرق التي تصارع على الهبوط.
والسند القانوني لذلك ما جاء بأحكام المادة 8 الفقرة الثالثة من لائحة المسابقات بأنه “في حال مشاركة لاعب لا يحق له المشاركة قانونيا يعتبر النادي الذي يلعب له اللاعب خاسرا للمباراة صفر - ٣”، ويخضع اللاعب أيضا والنادي للعقوبات الواردة بقانون العمل.
والسؤال الذي يطرح نفسه.. هل يحق لرابطة الأندية اتخاذ قرار بإلغاء الدوري؟
الحقيقة أن لائحة المسابقات منحت الرابطة سلطات تقديريه مطلقة في هذا الشأن، فقضت المادة السادسة - الفقرة الرابعة بأن “مجلس إدارة الرابطة هو صاحب القرار النهائي بشأن استكمال الدوري أو إلغاء المسابقة، ويكون القرار نهائيا ولا تتحمل الرابطة أي تعويض مالي نتيجة إلغاء المسابقة”
وأشارت المادة السادسة - الفقرة الخامسة بأنه “في حال قرر مجلس إدارة الرابطة إلغاء المسابقة؛ يتم إلغاء جميع النتائج الخاصة بالموسم الرياضي، مع الاحتفاظ بالعقوبات الانضباطية الأخرى والغرامات التي تم إصدارها خلال الموسم”
وفي الختام وحرصا على الهدوء خلال هذه الأيام الحرجة، وحرصا على مستقبل المنتخب الوطني وهو ما بين قوسين أو أدنى من الوصول لكأس العالم، أناشد أحمد دياب رئيس رابطة الأندية بسرعة إصدار قرار بإلغاء الدوري، وتفعيل أحكام المادة السادسة بفقرتيها الرابعة والخامسة.
