اتصال ترامب بالسيسي.. دلالات التوقيتات وحدود المصالح المشتركة
في تطور لافت على الساحتين السياسية الإقليمية والدولية، تواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، هاتفيا، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات حول خلفيات الاتصال وتوقيته.
يأتي هذا التفاعل في وقت حساس، حيث تواصل مصر مساعيها الدبلوماسية لتعزيز دورها الإقليمي، وتوظيفه لإنقاذ الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، بينما يسعى ترامب لتعزيز حضوره السياسي في ظل ما يواجهه من تداعيات قانونية وأزمات داخلية في الولايات المتحدة.
جيدة جدًا
اتصال ترامب بالرئيس السيسي شمل التهنئة بعيد الفطر المبارك، وفي منشور عبر منصته تروث سوشيال، أكد ترامب أن المحادثة كانت جيدة جدًا، مع التركيز على مجموعة من القضايا الدولية والإقليمية.
ووفقًا لترامب، تم بحث التقدم العسكري ضد الحوثيين في اليمن والبحث في الحلول الممكنة للوضع في قطاع غزة، لكن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي، أكد أن المحادثة تناولت أيضًا تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتأكيدًا على عمق وقوة العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة.
وأوضح أنه تم النقاش حول تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وضرورة الوساطة لاستعادة الاستقرار في المنطقة، بما ينعكس إيجابيًا على الملاحة في البحر الأحمر، مع التأكيد على أهمية تفادي الخسائر الاقتصادية لجميع الأطراف.
يعكس الاتصال بين السيسي وترامب استمرار العلاقات الوثيقة بين البلدين رغم التغيرات السياسية الداخلية. في ظل هذا التوقيت الحرج، يسعى كل من السيسي وترامب إلى استثمار هذه العلاقة بما يخدم مصالح بلديهما السياسية.
تطورات إقليمية
في السياق الإقليمي، يحمل الاتصال بين الرئيسين دلالات عميقة بشأن الملفين اليمني والفلسطيني، فالتقدم العسكري ضد الحوثيين في اليمن يشير إلى تزايد التوترات في البحر الأحمر، وهو ما يهم الطرفين بالنظر إلى مصالحهما الأمنية والاقتصادية في هذه المنطقة الاستراتيجية.
أما بالنسبة لغزة، فقد أثيرت العديد من التساؤلات حول الحلول الممكنة، في وقت تعتبر فيه الولايات المتحدة من أبرز اللاعبين في الملف الفلسطيني، رغم رفض مصر والدول العربية لمقترحات ترامب السابقة بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة.
الحديث عن الحلول الممكنة لغزة يشير إلى استمرار محاولات واشنطن في لعب دور في هذا الملف الحساس، فيما يتصدى السيسي لأفكار وأطروحات أمريكية في قضايا إقليمية، والعمل على طرح حلول بديلة أكثر واقعية.
دلالة التوقيت
توقيت اتصال ترامب بالرئيس السيسي يحمل دلالات سياسية دقيقة، فمن جهة، لا تغلق مصر الباب في وجه التعاون مع الولايات المتحدة، تتوافق مع مصالح الدولة المصرية، فيما يسعى ترامب إلى تقوية علاقاته مع الحلفاء التقليديين كالقاهرة.
علاوة على ذلك، يأتي هذا التواصل في وقت يتصاعد فيه التوتر في المنطقة بشأن العديد من الملفات، مثل الحرب في أوكرانيا، أزمة الطاقة، والملف النووي الإيراني، مما يشير إلى أن المحادثات بين الرئيسين قد تكون محاولة لتنسيق المواقف حول هذه القضايا المتشابكة.
يبدو أن الاتصال بين ترامب والسيسي يعكس رغبة متبادلة في تأكيد المصالح السياسية والاستراتيجية لكلا البلدين في وقت يتسم بالاضطراب والتغيرات على الساحة الدولية، لكنه يؤكد الدور الاستراتيجي الذي تلعبه مصر في ملفات المنطقة.
