حكم الاحتفال بشم النسيم 2025 في الإسلام.. الإفتاء توضح حقيقة فتوى التحريم

مازال حكم الاحتفال بشم النسيم 2025 في الإسلام، مثيرًا للجدل الذي يتجدد كل عام، إذ تنقسم الآراء ما بين التحريم المطلق، والكراهية، والإباحة المشروطة، وخاصة مع وجود ثوابت تاريخية غيرت من مسار وطبيعة احتفالات شم النسيم، ومن المهم أن يعرف المسلم حكم الاحتفال بشم النسيم 2025 في الإسلام، وما يمكن فعله في هذا اليوم وما لا يجوز فعله، وتصحيح المعتقدات الخاطئة حول حكم الاحتفال بشم النسيم 2025 في الإسلام.
حكم الاحتفال بشم النسيم 2025 في الإسلام
يود كثيرون التعرف على حكم الاحتفال بشم النسيم 2025 في الإسلام، خاصة مع اقتراب موعد شم النسيم، المقرر له يوم الاثنين 21 أبريل 2025، إذ يعتاد الجميع الخروج إلى الحدائق وتناول المأكولات الشهيرة مثل الفسيخ والرنجة، وتلوين البيض.

واختلفت الآراء حول حكم الاحتفال بشم النسيم 2025 في الإسلام، إذ قال الشيخ عطية صقر، رحمه الله، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف: العادات كثيرة جدًا وتختلف من مكان إلى مكان، ومن عصر إلى عصر، ومن شخص إلى شخص، ومن صغير إلى كبير.. حتى في مصر، هناك عادات موجودة في الصعيد تختلف عن العادات والتقاليد الموجودة في القاهرة أو في الإسكندرية أو في مطروح أو في الوادي.. كل إنسان يتأثر بالمكان الموجود فيه.
وخلص في فتوى له إلى: إن هذا الحرص يبرر لنا أن ننصح بعدم المشاركة في الاحتفال به، مع مراعاة أن المجاملة على حساب الدين والخلق والكرامة ممنوعة، لا يقرها دين، ولا عقل سليم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “من التمس رضا الله بسخط الناس، كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، وكَّله الله إلى الناس”.
وقال الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن شم النسيم عادة مصرية قديمة موجودة قبل ظهور الإسلام، وقبل مجيء سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه إلى أرض مصر، وكانت هذه العادة موجودة عند الفراعنة ولها أسماء كثيرة، ليس فقط شم النسيم.. كانت العادة أن يخرج الناس في هذا اليوم الطيب المبارك لأنه يمثل نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، حيث تبدأ الأزهار بالتفتح ويصبح الجو جميلًا، فيخرجون لشكر الله سبحانه وتعالى.
وأكد أن عمرو بن العاص عندما جاء إلى مصر، كان يخطب في أهل مصر في بداية فصل الربيع ونهاية فصل الشتاء.. وهو صحابي جليل كان يحث الناس على الخروج للاستمتاع بهذا الجو الجميل، وليس فقط للصلاة والصوم والعبادة، هذا الخروج يوافق الفطرة البشرية، ولو رأى هذا الصحابي الجليل أن هذا الاحتفال فيه ما يخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم، لما فعله أبدًا.
وحول بدعة الاحتفال بشم النسيم، أكد كمال أن العادات لا تدخل تحت البدع طالما أنها لا تخالف الشرع؛ والشرع الشريف يقر بأخذ العرف والعادة، وحتى لو قال البعض إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بشم النسيم، فإننا نقول إن هذه العادة كانت موجودة قبل ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، منذ أيام الفراعنة.
وختم في لقاء تليفزيوني بأن النقطة المهمة التي يجب أن ينتبه إليها الناس هي أنه ليس كل أمر مستحدث أو كل أمر ليس فيه آية صريحة أو حديث صريح يعتبر حرامًا أو بدعة أو مذمومًا.
حكم الاحتفال بشم النسيم دار الإفتاء المصرية
وأوضحت حكم الاحتفال بشم النسيم دار الإفتاء المصرية، إذ بينت أن جميع الفتاوى الصادرة منها واضحة في إباحة الاحتفال بشم النسيم والمشاركة فيه شرعًا؛ سواء في ذلك الفتوى الصادرة في عهد المفتي الأسبق الدكتور نصر فريد واصل، برقم 314 لسنة 2001م، أو الفتوى الصادرة في عهد المفتي السابق فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، برقم 212 لسنة 2012م، أو الفتوى الصادرة برقم 208 لسنة 2017م.
وشددت على أن شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية، وإنما يحتفل المصريون جميعًا في هذا الموسم بإهلال فصل الربيع؛ بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية؛ كتلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا.
وأوضحت أن بعض طقوس شم النسيم حث عليها الشرع الشريف ورتب عليه الثواب الجزيل؛ كصلة الأرحام، وبعضها من المباحات التي يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها؛ كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام.
فيما استدلت الإفتاء على إباحة الاحتفال بشم النسيم، بأن الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه -والي مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه- يخطب المصريين في كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع.

واستقت الدار معلومات تاريخية تؤكد أنه شأن إنساني اجتماعي لا علاقة له بالأديان؛ فقد كان معروفًا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة وإن اتحد المسمَّى؛ فكما احتفل قدماء المصريين بشم النسيم باسم "عيد شموس" أو "بعث الحياة": احتفل البابليون والآشوريون "بعيد ذبح الخروف"، واحتفل اليهود "بعيد الفصح" أو "الخروج"، واحتفل الرومان "بعيد القمر"، واحتفل الجرمان "بعيد إستر"، وهكذا.
وقالت: ولَمّا كان الاعتدال الربيعي يوافق صوم المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم؛ وذلك ترسيخًا لمعنًى مهم؛ يتلخص في أن هذه المناسبة الاجتماعية إنما تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة.
وعن حكم الاحتفال بشم النسيم 2025 في الإسلام الذي حرمه البعض، شددت الإفتاء المصرية على أن ما يقال من أن مناسبة "شم النسيم" لها أصولٌ مخالفةٌ للإسلام، فهذا كلامٌ غير صحيح ولا واقع له؛ إذ لا علاقة لهذه المناسبة بأي مبادئ أو عقائد دينية، لا في أصل الاحتفال ولا في مظاهره ولا في وسائله، وإنما هو محض احتفال وطني قومي بدخول الربيع.
وبشأن الاستعانة بإحدى الفتاوى التي تحرم الاحتفال بشم النسيم، فقد أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا وجود لها على الإطلاق في فتاوى دار الإفتاء المصرية منذ إنشائها إلى الآن، بل جميع الفتاوى الصادرة من دار الإفتاء المصرية واضحة في إباحة الاحتفال بشم النسيم والمشاركة فيه شرعًا.