تحت القصف والدمار| عيد الفطر في غزة.. ملابس الفرحة للصغار استبدلت بالأكفان

يمر عيد فطر جديد على قطاع غزة وسط واحدة من أشد المآسي التي يشهدها القطاع، حيث يستمر القصف الإسرائيلي الوحشي الذي راح ضحيته أكثر من 50 ألف شهيد، في حرب مستمرة منذ أكتوبر 2023، حولت غزة إلى ركام واختفى أثر بيوت وعائلات من على وجه الأرض، وحُرم الأطفال الناجون من الإبادة الجماعية من التعليم واللعب وكافة مظاهر الحياة.
عيد الفطر في قطاع غزة
مع بزوغ شمس العيد، بالساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، توجه الفلسطينيون بالقطاع إلى أداء صلاة عيد الفطر المبارك، مرددين التكبيرات بين أنقاض المساجد ويصدع صوتها بين آلام الحنين إلى من رحلوا من شهدائهم، تحت قصف مستمر لم يهدأ من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليقع ضحيته صغار مرتدين ملابس العيد وآخرين ارتقوا وهم ما زالوا حاملين العيدية بأيديهم.
«استشهدوا ولاد صغار بلبس العيد»، بنبرة يملأها الحزن ويتجلى فيها قلة الحيلة، تسرد السيدة عبير أبو رمضان، الساعات الأولى من عيد الفطر من داخل قطاع غزة، واصفة الوضع بالقطاع بـ الكارثي، حيث ارتقى أطفال صغار بملابس العيد بعد استهداف الجيش الإسرائيلي لهم، وهم من حالفهم الحظ واستطاعوا شراء ملابس العيد في ظل أسعار السوق الخيالية، على حد قولها.
تغيبت الأم وأولادها الأربعة، هذا العيد عن الذهاب إلى صلاة عيد الفطر المبارك، في عادة لم تنقطع منذ سنوات إلا أن حال بينها وبين الصلاة الاحتلال، مردفة: صلاة العيد ما رحنا هذا العام خفنا يستهدفونا.. ما بنخرج من بيوتنا أبدًا، من يخرج فهو في تعداد الشهداء، صلينا في بيوتنا ولم نشعر بأي عيد أبدًا منذ بداية الحرب، كل بيت في غزة موجوع ومقهور، إذا ضل في بيوت بغزة.
وعن استعدادات الأمهات بغزة لاستقبال عيد الفطر المبارك لإدخال الفرحة على قلوب صغارهم، تقول إن الأسواق خالية من المستلزمات وإذا وجدوا ملابس فهي بأسعار خيالية وأغلب السكان بالكاد يؤمن قوت يومه هو وأولاده، لذا فالمعظم لم يشتري ملابس العيد ولا الألعاب للأطفال مثلما جرت العادة، إلا ما ندر، وبالأخير استهدفتهم إسرائيل بملابسهم الجديدة.
وفي مشهد تقشعر له الأبدان، وثقت كاميرات الصحفيين في غزة، استشهاد أسرة كاملة بقصف طائرات الاحتلال لخيمة تؤوي نازحين غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، ليرتقي الأب وهو يضع العيدية لأطفاله بين يديه قبل حصولهم عليها، وأطفاله شهداء بجانبه مغطين بالدماء.


الصحفية الفلسطينية، يافا أبو عكر، وجهت نداء إلى العالم صباح يوم عيد الفطر، في استغاثة متكررة من شدة القصف، عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قائلة: يا عالمًا ظالمًا هذا حالنا الآن.. منذ ساعات الصباح اشتد القصف علينا يُقتل أطفالنا الآن أمامكم وهم يلعبون أمام الخيام، يتم استهداف المنازل على رؤوس من فيها وتعلق أشلاء أبنائنا على الحيطان.. اللهم سلم غزة وأهلها.

17 شهيدا معظمهم أطفال منذ صباح اليوم.. نقل الصحفي أنس الشريف، نبأ استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال غارات جوية لخيام ومنازل المواطنين في خان يونس، موضحًا أن معظم الضحايا من الأطفال ارتقوا وهم يرتدون ملابس العيد، مردفًا في منشور له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: يارب رحمتك.. منذ الفجر وخلال عدة غارات جوية استهدفت خيام ومنازل في خان يونس ارتقى خلالها 17 شهيدًا بينهم أطفال كانوا يرتدون ملابس العيد، حسبنا الله ونعم الوكيل.