ابتكار يحدث طفرة.. علماء يكشفون تفاصيل جديدة عن حقنة طويلة الأمد لمنع الحمل

أعلن فريق من الباحثين على تطوير تقنية جديدة لمنع الحمل تعتمد على حقنة تتحول إلى غرسة ذاتية التكوّن داخل الجسم، مما قد يُحدث تغييرًا جذريًا في أنظمة توصيل الأدوية على المدى الطويل، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة ذا جارديان.
تقنية مبتكرة لمنع الحمل
تُعد غرسات منع الحمل الحالية وسيلة فعالة تدوم لسنوات، لكنها تتطلب إجراءً جراحيًا بسيطًا لتركيبها، وفي المقابل، توفر حقن منع الحمل خيارًا أقل تعقيدًا، لكنها محدودة المدة، إذ لا يتجاوز مفعولها ثلاثة أشهر، والآن نجح العلماء في تطوير نهج جديد لإنشاء غرسات طويلة الأمد تتشكل تلقائيًا داخل الجسم، دون الحاجة إلى جراحة.
وكشف العلماء أن الابتكار يعتمد على حقن بلورات دقيقة من نسخة صناعية لهرمون البروجسترون داخل مذيب لا يمتزج بسهولة بالماء، بعد دخول الحقنة إلى الجسم، تستبدل سوائل الجسم المذيب، مما يدفع البلورات إلى التكتل وتشكيل غرسة صلبة، وهذه الغرسة تطلق الدواء تدريجيًا، مما يوفر تأثيرًا طويل الأمد قد يستمر لعدة سنوات.
إمكانيات تتجاوز منع الحمل
ورغم أن التقنية لم تُختبر بعد على البشر، فإن العلماء يرون أنها قد تكون مفيدة في مجالات طبية أخرى، وأوضح الدكتور جيوفاني ترافيرسو، الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى بريغهام والنساء في الولايات المتحدة، أن هذا النهج يمكن أن يُستخدم لتوصيل أدوية أخرى مثل علاجات فيروس نقص المناعة البشرية، والسل، والفصام، والألم المزمن، والأمراض الأيضية.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Chemical Engineering، إذ اختبر العلماء التقنية على الفئران، ووجدوا أن الغرسة استمرت في إطلاق الدواء لمدة لا تقل عن 97 يومًا، ويُشير الباحثون إلى إمكانية تمديد هذه الفترة من خلال تحسين تركيبة الحقنة، مما يجعلها مناسبة للاستخدام طويل الأمد.
ورغم أن البحث لا يزال في مراحله الأولى، يأمل العلماء في بدء التجارب البشرية خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، وعلّقت الدكتورة جانيت بارتر، رئيسة كلية الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية، قائلة: قد يمثل هذا الابتكار خيارًا مهمًا في البيئات محدودة الموارد، إذ يصعب الوصول إلى وسائل منع الحمل والخدمات الصحية.
وأشارت إلى أهمية إجراء مزيد من الدراسات لضمان سلامة وفعالية هذه التقنية، مع إشراك المستفيدين المحتملين لضمان توافق الابتكار مع احتياجاتهم.