قلبه بغزة وجسده حائر بالقاهرة.. مواطن مصري يناشد الجهات المعنية بالتدخل لسرعة إجلاء أطفاله من القطاع

ما بين رحى المنصات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي بهاتفه وشاشات التلفاز، يتابع الكاتب والناشط الثقافي باسم محمود، بقلق بالغ وخوف لا يقدر على كتمانه، تطورات الأوضاع الميدانية داخل قطاع غزة مع عودة الاحتلال الإسرائيلي للقصف المدفعي والجوي واستهداف المدنيين، خاصة وأن زوجته الفلسطينية صحبة أبنائهما الثلاثة “يحملون الجنسية المصرية” محاصرون منذ أكثر من عام ونصف العام داخل القطاع في انتظار الحصول على تصريح للعودة إلى وطنهم للم شمل الأسرة من جديد.

استغاثة مصري لإجلاء أسرته من قطاع غزة 

يكشف الكاتب المصري الجنسية باسم محمود لـ القاهرة 24، عن قلقه الكبير الذي استمر طوال أكثر من عام ونصف العام، فزوجته فلسطينية الجنسية كانت قد أصحبت أبنائهما الثلاثة “عابد وباهي وسليم” من أجل زيارة عائلتها لفترة ومن ثم العودة إلى القاهرة، لكنهم لم يكن يعلموا أن القدر يخبئ لهم ولغيرهم امتحانا من الصبر تنوء عن حمله الجبال.

قلبي بيتقطع.. هكذا يصف باسم شعوره مع كل اتصال هاتفي أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع أطفاله الثلاثة وزوجته، خاصة مع ما تكبدوه من متاعب ومشاق من نزوح مستمر داخل الخيام من منطقة إلى أخرى وصلت لـ 10 مرات، هذا بجانب الاضطرابات النفسية التي أصابتهم بسبب الخوف ونوبات الزعر التي لحقت بهم نتيجة القصف القريب منهم واستشهاد الكثير من أقاربهم وأصدقائهم ومن بينهم خالتهم وأسرتها بالكامل.

ويضيف الجنوبي، أنه وبسبب انتشار الأمراض الوبائية المعدية لقلة المنظفات أصيبوا ببعض الأمراض الجلدية، وهو ما دفعه للبحث والاستعلام الطبي ليحاول مساعدتهم على التكيف والتعامل مع الوضع القائم باستخدام بعض المواد الطبيعية، قائلا: ولادي بيشوفوا الموت كل يوم بعنيهم.. وحالتهم النفسية سيئة للغاية.

وخلال حديثه، يؤكد باسم محمود، بأنه تقدم بمئات الطلبات مثل غيره من المصريين العالق أبنائهم هناك بالقطاع، وذلك للجهات المعنية من أجل سرعة إجلاء زوجته الفلسطينية وأطفاله الثلاثة الذين يحملون الجنسية المصرية، خاصة وأنهم أضاعوا عامين دراسيين وهو ما سيؤثر على مستقبلهم في حال نجوا من القصف، هذا بجانب أن أحد أطفاله مصاب بمرض “طيف التوحد” وأن صوت القصف الصاروخي تسبب له في مضاعفة نوبات الخوف والاضطرابات التي تتسبب بها حالته.

وعن سؤاله عن حياته وعمله، يجيب الكاتب والمدرب الثقافي؛ قائلا: مليش نفس أعمل أي حاجة أو أكتب.. وحياتي كلها واقفة بسبب خوفي على ولادي وتفكيري فيهم.. ولأول مرة من 21 سنة مروحش معرض القاهرة الدولي للكتاب.. وكمان تم تكريمي في مسابقة أدبية تابعة لوزارة الشباب مكنش ليها فرحة.. وبنزل أشتغل مضطر علشان أقدر أبعت لولادي فلوس علشان يعيشوا بيها.

واختتم باسم محمود، مناشدة للجهات المعنية والوزارات المسؤولة بسرعة التدخل وتكثيف الجهود من أجل إجلاء أولاده ممن يحملون الجنسية المصرية مع غيرهم من المئات العالقين داخل القطاع، قائلا: أتمنى إجلاء ولادنا المصريين مش ولادي بس من القطاع لأنهم في خطر حقيقي.. لأنهم في النهاية مواطنين مصريين يحملون الجنسية المصرية.