من آدم إلى جعفر العمدة وإش إش.. كيف أسهمت أعمال محمد سامي في تغيير الدراما المصرية قبل اعتزاله؟

على مدار أكثر من عقد، استطاع المخرج والمؤلف محمد سامي أن يكون واحدًا من أكثر الأسماء تأثيرًا وإثارة للجدل في الدراما المصرية، بدأ رحلته مع مسلسل آدم عام 2011، الذي كان انطلاقته الأولى في عالم الإخراج التلفزيوني، ثم توالت نجاحاته مع مع سبق الإصرار وحكاية حياة، وصولًا إلى الأسطورة والبرنس وجعفر العمدة.
ومع قراره اعتزال الدراما التلفزيونية، يأتي مسلسل إش إش، وسيد الناس الذي كتبه، ليؤكد استمرار بصمته في عالم الدراما حتى بعد توقفه عن الإخراج التليفزيوني.
البداية مع آدم.. كيف صنع اسمه في الدراما؟
قدم محمد سامي أول أعماله الدرامية كمخرج في مسلسل آدم 2011، بطولة تامر حسني، المسلسل كان خطوة جريئة، حيث اعتمد على الأكشن والإثارة في الدراما الاجتماعية، وهو ما أصبح لاحقًا بصمة واضحة في أعماله، رغم أنه لم يكن العمل الأكثر نجاحًا له، إلا أنه مهد الطريق لأسلوبه الإخراجي المميز وجعل اسمه معروفًا في صناعة الدراما.
بصمة إخراجية وروائية واضحة
منذ مع سبق الإصرار عام 2012، لفت سامي الأنظار بأسلوبه الإخراجي الحركي والمكثف، الذي تميز بالإيقاع السريع والمشاهد المشحونة بالعاطفة.
وواصل هذا النهج في حكاية حياة 2013، الذي قدم فيه قصة نفسية معقدة، وسلط الضوء على شخصية البطلة المضطربة نفسيًا غادة عبد الرازق، لاحقًا، أصبح سامي ليس فقط مخرجًا، بل مؤلفًا لأعماله، ليجمع بين الكتابة والرؤية الإخراجية، مما منحه سيطرة كاملة على السرد.


نجاحات جماهيرية رغم الجدل
مع كل عمل جديد، كان سامي يثير الجدل، سواء بسبب اعتماده على البطولة الذكورية القوية، أو تقديمه شخصيات ذات طابع انتقامي واضح، كما حدث في الأسطورة والبرنس وجعفر العمدة، رغم الانتقادات التي وجهت إليه بشأن تكرار الثيمات الدرامية واعتماده المتكرر على زوجته مي عمر، إلا أن أعماله استمرت في تحقيق نجاحات كبيرة، وتصدرت منصات التواصل الاجتماعي.

إش إش.. استمرار للبصمة رغم الاعتزال
رغم أن مسلسل إش إش بطولة زوجته الفنانة مي عمر، إلا أن كونه من تأليف محمد سامي يجعله امتدادًا لأسلوبه الدرامي، المسلسل يحمل بصماته الواضحة في تقديم قصص درامية ذات طابع شعبي واستعراضي، ما يؤكد أن تأثيره لا يزال حاضرًا حتى بعد قراره بالتوقف عن الإخراج التلفزيوني.

هل غيّر محمد سامي شكل الدراما المصرية؟
لا يمكن إنكار أن سامي لعب دورًا رئيسيًا في تغيير شكل الدراما المصرية خلال العقد الأخير، حيث ساهم في انتشار الأعمال التي تعتمد على الإثارة والتشويق، وتقديم قصص ذات طابع اجتماعي مشحون بالعاطفة والصراعات القوية، كما ساهمت أعماله في خلق تريندات حوارية أصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية، كما حدث مع حوارات البرنس وجعفر العمدة.
اعتزال أم استراحة؟
مع قراره الأخير، يبقى السؤال: هل يعود محمد سامي مرة أخرى إلى الدراما التلفزيونية أم سيكتفي بالسينما والتأليف؟ وهل يكون إش إش مجرد خطوة في مرحلة جديدة، أم نهاية لحقبة طويلة من النجاحات والجدل؟
في كل الأحوال، يظل محمد سامي واحدًا من أكثر المخرجين والمؤلفين تأثيرًا في الدراما المصرية، سواء كنت من محبيه أو منتقديه، فقد ترك بصمة لا يمكن تجاهلها منذ آدم وحتى آخر أعماله.