الأم المثالية في سوهاج: ترملت مبكرًا ورفضت الزواج.. وشربت المُر 24 سنة

توفي زوجها ولم تبلغ من العمر 34 عامًا، تاركًا لها طفلين وآخر في احشائها، حينما ذهب برفقة شقيقه الأكبر لاستقبال والديهما خلال عودتهما من أداء فريضة الحج، وأثناء عودتهم من ميناء سفاجا، وقع حادث راح ضحيته الزوج وشقيقة ووالديهم، هكذا بدأت حياة الأم المثالية بسوهاج في رحلة كفاحها بعد وفاة زوجها.
وقالت أحلام صابر، 59 عاما، مدير الإدارة الزراعية بطهطا، والحاصلة على جائزة الأم المثالية في سوهاج 2025، وتقطن بمدينة طهطا شمالي محافظة سوهاج، إنها تحملت ما لا تتوقعه، وباتت وحيدة تصارع مصاعب الحياة، تحتضن 3 أطفال بينهم طفلة في داخل أحشائها لم تخرج للنور، ولم تتجاوز 6 شهور بداخلها، ولم ترى والدها، وطفل يبلغ من العمر 6 سنوات، وشقيقته الأكبر البالغة من العمر 9 سنوات.
الأم المثالية في سوهاج 2025
وأضافت الأم المثالية بسوهاج، أن زوجها لم يترك لها أي مال، وخاصة أن عمله بالمجال الحكومي لم يتجاوز عامين، وأن والدها توفي قبل زوجها بشهر، فلم تجد السند بعد الزوج والوالد، واستلمت عملها في المجال الحكومي، وكانت تعمل في أيام العطلة من أجل زيادة دخلها.
واستطردت في الحديث، أنه بعد وفاة زوجها بـ3 أشهر وضعت طفلتها، وتركت منزل الزوجية وقطنت بمنزل والدتها، ولم تستجب لمغريات الدنيا، من زواج وخلافه، وكرست حياتها لأبنائها، حتى تمكنت من شراء منزل مستقل لهم رغم الظروف الصعبة.
وأشارت إلى أن الأطفال مطالبهم كانت تزداد يوما بعد يوم، وذاقت مرارة الحياة، ولم تستسلم، وتمكنت من تربيتهم وتعليمهم حتى تخرج ابنها الأوسط من كلية الطب البيطري، وابنتها الكبرى حصلت على ليسانس الآداب، والابنة الصغرى في السنة الأخيرة من بكالوريوس التجارة الشعبة الإنجليزية.
أحلام صابر الأم المثالية في سوهاج 2025
أردفت في الحديث أنها كانت ترغب أن يكون أبناءها في مستوى علمي متقدم، من أجل أن يفتخر الجميع بتربيتها لهم، وأن يعوضها الله خيرًا في أبنائها، وتعوضهم فقدان الأب وتكون لهم الأم والأب في وقت واحد.
وقالت آية نجلتها الكبرى، إن والدتها كثيرا ما كانت تذرف الدموع في غسق الليل، بسبب ضيق الحال وقلة المال، وخاصة مع ازدياد متطلبات الحياة من مأكل ومشرب وملبس، ودروس خصوصية، وخلافه، ولكن كان أملها في الله كبيرا.
وأضافت الأم المثالية بسوهاج 2025، أنها ذات يوم مرضت مرضا شديدا، واحتاجت أن تدخل مستشفى خاص، ولكن لضيق الحال أصرت ودخلت مستشفى حكومي، لأنها تعلم أن الخاص يحتاج ما لا يمكنها توفيره، وكانت تحمل هم أبنائها كيف يدبرون المبالغ للعلاج، ولكن مشيئة الله كتبت لها النجاة والشفاء وخرجت سالمة غانمة وعادت إلى أبنائها.
وأنهت حديثها بسعادتها بحصولها على جائزة الأم المثالية بسوهاج 2025، وأبلغتها بالخبر وزارة التضامن الاجتماعي، وأن من دفع بها لنيل تلك الجائزة نجلتها الكبرى، وكانت لحظة سماعها بالخبر فرحة كبيرة.





