أرملة منذ 30 عامًا.. الأم المثالية بالأقصر تروي قصة كفاحها حتى وصول بناتها لكليات القمة

كشفت الدكتورة مريم محمد علي، الفائزة بلقب الأم المثالية على مستوى محافظة الأقصر لعام 2025، تفاصيل رحلتها الطويلة في تربية بناتها الثلاث بعد وفاة زوجها، مؤكدة أن الكفاح لم يكن خيارًا بل قدرًا فرضته الحياة.
الدكتورة مريم محمد: فقدت زوجي مبكرًا وتحملت المسؤولية وحدي.. وهذه تفاصيل رحلتي مع بناتي
وذكرت الدكتورة مريم في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24 : “تزوجت في يوليو 1989 من طبيب أخصائي باطنة بمدينة قوص، وكنا نحلم بحياة مستقرة، لكن في عام 1992 أصيب زوجي بمرض نادر أفقده القدرة على الحركة والنطق، وأصبح قعيدًا على كرسي متحرك.
وتابعت: لم أستسلم، وسعيت للحصول على فرصة لعلاجه خارج مصر، وبالفعل حصلت على موافقة رسمية لسفره إلى لندن، لكن الأطباء هناك أخبروني أن حالته ميؤوس منها، ولن يعيش أكثر من عام.

بداية المأساة.. مرض نادر خطف الزوج سريعًا
وأكملت: كانت صدمة كبيرة، لكنني كنت مؤمنة بقضاء الله.. عدت به إلى مصر، ورحل عن عالمنا يوم 17 نوفمبر 1996، تاركًا لي ثلاث بنات صغيرات ومسؤولية ثقيلة.
رحلة الكفاح بين الأبناء والوالدين المرضى
بعد وفاة زوجها، وجدت الدكتورة مريم نفسها أمام تحدٍ أكبر، فتروي: عدت إلى منزل والديّ في إسنا، وهناك لم تكن المسؤولية تقتصر على بناتي فقط، بل كنت أرعى والديّ المسنين أيضًا كنت أعمل ليل نهار بين مهنتي في الطب ورعاية أسرتي مررت بأيام صعبة، فقدت والديّ واحدًا تلو الآخر، لكنني لم أفكر أبدًا في التراجع عن دوري كأم.
نجاح البنات.. ثمرة 30 عامًا من العطاء
وتتابع بفخر: كان حلم زوجي أن يرى بناته متفوقات، فقررت أن أحقق هذا الحلم الحمد لله، استطاعت ابنتي الكبرى ‘منى’ الالتحاق بكلية الطب، وهي الآن طبيبة بقسم النفسية والعصبية، حاصلة على الماجستير وتنتظر مناقشة الدكتوراه، أما الشيماء فالتحقت أيضًا بكلية الطب، وتخصصت في التخدير والعناية المركزة، وحصلت على الماجستير، بينما درست ابنتي الصغرى زينب الصيدلة، وهي تعمل حاليًا صيدلانية في الهيئة العامة للرعاية الصحية.

دعم الجيران وراء الترشح للأم المثالية
وعن تقديمها للمسابقة، تقول: لم أفكر في التقديم، لكن أحد الجيران، وهو الأستاذ إبراهيم أحمد، عضو المجلس القومي للمرأة بالأقصر، هو من أقنعني وأصر على إنهاء كافة الإجراءات. أخبرني أن رحلتي تستحق أن تُروى، وأنا سعيدة بهذا التكريم الذي أعتبره تتويجًا لكل سنوات التعب والسهر.
واختتمت الدكتورة مريم حديثها قائلة: الحياة قد تكون قاسية، لكنها لا تُهزم أمام الإرادة والعزيمة. كنتُ أمًا وأبًا في الوقت نفسه، واليوم أرى بناتي ناجحات، وهذا هو أعظم تكريم لي.