رغم مساعي المفاوضات.. لماذا عادت الحرب مرة أخرى إلى قطاع غزة؟

عادت آلة القتل الإسرائيلية مجددًا إلى قطاع غزة خلال الساعات الماضية بقرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومباركة أمريكية، بزعم أن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ قبل نحو 57 يوما جاء بعد رفض حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة للمقترحات المقدمة من قبل المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بالإفراج عن عدد من الأسرى مقابل تمديد المرحلة الأولى من الهدنة.
أسباب عودة الحرب مرة أخرى إلى قطاع غزة
فيما يرى محللون أن الهجمات التي شنتها إسرائيل خلال الليل على غزة توقفت دون أن تشن إسرائيل عمليات برية بشكل فوري، ما يشير إلى أن قادة الاحتلال الإسرائيلي ربما ينتظرون تقييم رد فعل حماس قبل العودة إلى حرب برية شاملة.
المحللون ذاتهم يرون حسب نيويورك تايمز، أن الغارات الإسرائيلية المفاجئة والعنيفة جاءت بعدما تعثرت المحادثات بعد أن ضغطت إسرائيل على حماس لإطلاق سراح أعداد كبيرة من الرهائن، وهي خطوة لم تكن حماس مستعدة لاتخاذها دون ضمانات بأن إسرائيل ستوقف الحرب بشكل نهائي.
وأن طبيعة الضربات التي نفذتها إسرائيل صباح الثلاثاء تشير إلى أن قادة الحكومة الإسرائيلية يحاولون إجبار حماس على تقديم تنازلات في تلك المحادثات، وهو ما وصفته الصحيفة الأمريكية بأنه تكتيك مميت وخطير قد يؤدي إلى حرب شاملة.
وهو ما أيدته صحيفة جيروزاليم بوست العبرية بأن القصف الإسرائيلي المفاجئ على قطاع غزة ليلا سيمثل بداية لعودة تدريجية للحرب مع التمسك بالتهديد بأنه في غضون أيام أو أسابيع إذا لم توافق حماس على المطالب الإسرائيلي ستكون الضربات الإسرائيلية أعنف، وأن فكرة هذا التحول هي معايرة التصعيد الإسرائيلي لإجبار حماس على إبرام صفقة تحت نيران الاحتلال الإسرائيلي، وتبرم صفقة أكثر وفقًا لشروط إسرائيل.
وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن عدوان جيش الاحتلال يتزايد بطرق محدودة في محاولة لترهيب حماس، وأن تل أبيب مستعدة للمخاطرة بتعرضها لانتقادات عالمية أشد، وأنه في نهاية المطاف ستكون إسرائيل بحاجة إما إلى إبرام صفقة أخرى، مهما كانت غير مثالية، أو الاختيار بين حرب جديدة أو العودة لضربات تدريجية أصغر حجما ــ مع كون الخيار الثالث وسيلة لتأجيل الاختيار بين الخيارين الأولين.
وعقب استئناف الحرب من طرف واحد من قبل إسرائيل، جاء رد حركة حماس عبر المتحدث ابسم الحركة في تصريحات لوكالة رويترز، بأن هناك اتصالات قائمة مع الوسطاء لوقف العدوان الإسرائيلي، وأن الحركة حريصة على استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ووقف شلال الدم، وهو ما يشير إلى إمكانية توقف قريب لتلك العمليات المفاجئة من قبل تل أبيب والعودة مجددًا إلى طاولة المفاوضات.