أزمة تهدد أمريكا بسبب غضب المسيحيين من ترامب.. والمنظومة الخيرية كلمة السر

نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، تقريرًا حول تدهور العلاقات بين الإدارة الأمريكية الجديدة وبين الكنيسة والمسيحيين، بسبب وقف ترامب لجميع المساعدات وتدفق الأموال للكنائس ومصارفها للأعمال الخيرية والمساعدات سواء الصحية أو التعليمية أو الخارجية.
ماهي العلاقة بين الكنيسة والإدارة الأمريكية على مر العصور؟
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، والإدارة الأمريكية والكنيسة يشكلون كيانًا واحد متعاون من أجل تقديم المساعدات الإنسانية لمتضرري الحرب، ثم تطورت العلاقة بالاحتياجات الجديدة، مثل تقديم المساعدات للفقراء وبناء المستشفيات والمدارس.
ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية، عملت منظمات الإغاثة الدينية جنبًا إلى جنب مع الحكومة الأمريكية لتقديم المساعدات ومعالجة الجوع والفقر والنزوح في جميع أنحاء العالم. في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أنشأت إدارة جورج بوش برنامج «المبادرات الدينية»، والذي جعل مقدمي الخدمات الاجتماعية الدينية - بما في ذلك الجماعات الإنجيلية - شركاء مؤسسيين للحكومة الأمريكية.
العلاقة بين الكنيسة والإدارة الأمريكية الجديدة في عهد ترامب
على الرغم من محافظة جميع الإدارات الأمريكية السابقة على هذه العلاقات، إلا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتجه بسرعة إلى تحول جذري في هذه العلاقة، ففي الأوامر التنفيذية، جمد ترامب المنح الفيدرالية المتدفقة إلى المنظمات الدينية غير الربحية ؛ وبرامج إعادة توطين اللاجئين التي أُنهيت، ومعظمها تديره منظمات دينية ؛ وعلقت المعونة الأجنبية ريثما يتم استعراضها. قامت إدارة ترامب بتفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، التي تتعاون مع مجموعة من الجمعيات الخيرية والمجتمعات الدينية.
المسحيون غاضبون من ترامب
يواجه ترامب غضب شديد من المجتمع الكنسي المسيحي بالولايات المتحدة الأمريكية بعد قطعه لهذا التدفق، فعلى سبيل المثال ناشد بيكمان القس اللوثري والاقتصادي السابق بالبنك الدولي: الإنجيليين الأمريكيين، الذين أيد الكثير منهم ترامب قائلًا: كيف يمكنك الذهاب إلى الكنيسة والجلوس في الصف الأول ودعم ما يفعله ترامب وإدارته بالفقراء والضعفاء ؟علينا أن نتجمع، ونضغط على أعضاء الكونجرس، للرحمة.
كما دعا ديفيد بيكمان الرئيس الفخري لمنظمة المناصرة المسيحية غير الحزبية Bread for the World، في حديثه إلى فورين بوليسي، المسيحيين إلى العمل معًا من أجل الإنسانية.
من جانبه قال توريك أستاذ التاريخ في جامعة ترينيتي في سان أنطونيو، تكساس، إن الإنجيليون كانوا أقل اهتمامًا بالمساعدة في القضايا الهيكلية وأكثر التزامًا بالتحول وبناء الجماعات المسيحية في الخارج.
وقال توريك: «إن رؤية قادة الإغاثة العالمية ووكالات أخرى يصفون هذا الأمر بأنه كارثة ويقولون إن هذا يتعارض مع مهمتنا الدينية أو عدم الموافقة على إدارة ترامب أثناء قيامهم بذلك، إنه أمر آخر أن نرى الإنجيليين العاديين يشيدون بترامب ويعتبرون إيلون ماسك بطلًا».