كيفية الدعاء في ليلة القدر للمغفرة والرحمة.. وما الفرق بينهما وبين العفو؟

يتساءل العديد من الأشخاص عن كيفية الدعاء في ليلة القدر للمغفرة والرحمة، وما الفرق بينهما وبين العفو؟، وما النصائح التي يجب فعلها في الليالي الوترية لاغتنام ليلة القدر؟، كلها أسئلة هامة يجب الانتباه إليها قبل حلول العشر الاواخر من رمضان. وعبر القاهرة 24 نتعرف على كيفية الدعاء في ليلة القدر للمغفرة والرحمة، وهل يغير الدعاء في ليلة القدر أقدار الإنسان ويُبدل حاله تمامًا؟.
كيفية الدعاء في ليلة القدر للمغفرة والرحمة
قبل التعرف على كيفية الدعاء في ليلة القدر للمغفرة والرحمة؟ نتعرف أولا على الفرق بين العفو والرحمة والمغفرة، وقد وردت الكلمات الثلاثة في دعاء واحد آخر سورة البقرة في قوله تعالى “وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا”، وحينما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل دعاء لاغتنام ليلة القدر لمن رآها قال “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”، فلماذا العفو؟.

اختار النبي صلى الله عليه وسلم العفو للدعاء به في ليلة القدر دون غيره، لأنه يعني إسقاط العذاب عن المسلم سواء رضي الله عنه أو لم يرض، أما المغفرة فهي طلب الستر على العبد وغفران ما ارتكبه دون فضيحة أمام الخلق، والرحمة هي إنعام الله على العبد بالصفح عن السيئات وتوجيهه لزيادة الحسنات.
وشرح الإمام ابن عثيمين، الفرق بين العفو والرحمة والمغفرة، بأن العفو يكون مقابل التقصير في الواجبات، والمغفرة في مقابل المعاصي وارتكاب المحرمات، والرحمة إزالة آثار هذه الذنوب أو الإخلال بالواجبات، بحيث يكون الإنسان كأنه لم يكن منه تفريط في الواجبات.

لذلك، من المهم أن تتضمن كيفية الدعاء في ليلة القدر للمغفرة والرحمة الدعاء الجامع بينهما وبين العفو، وفيما يلي نماذج مستحبة بأسماء الله الحسنى:
- يا غفور يا رحيم، أسألك العفو والمغفرة والرحمة، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
- يا تواب يا رحمن، تب علي وارحمني وأصلح لي شأني كله، واهدني لما تحب وترضى
- يا لطيف يا ودود، ألطف بي في قضائك وقدرك، واجعل لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
- يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
- يا رؤوف يا كريم، أسألك أن تغفر لي ذنوبي وتكفر عني سيئاتي وتقبل توبتي وتستر عيوبي
- يا رحمن يا رحيم، وسعت كل شيء رحمة وعلمًا، فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم
- يا برّ يا مجيب، اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني، إنك سميع الدعاء
- يا عظيم يا غفار، أسألك في هذه الليلة المباركة أن تغفر لي ذنوبي مهما عظمت، وأن تفرج همي وتيسر أمري
- يا رب يا سلام، سلِّمني من الشرور والآثام، واختم لي بحسن الختام، وارزقني شهادة في سبيلك وميتة على الإسلام
هل الدعاء في ليلة القدر يغير الأقدار؟
أجاب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأظهر الشريف، عن سؤال هل الدعاء في ليلة القدر يغير الأقدار؟، فقال إن الله تعالى يعلم أن هذا الأمر سيتحقق للإنسان بالدعاء، وأنه سيدعو ودعائه سيقبل فيتغير هذا الأمر بسبب الدعاء، أو لن يقبل فيستمر ما هو عليه، مؤكدًا أن تأثير الدعاء منكشف لله تعالى من الأزل.
وحول حديث رسول اله صلى الله عليه وسلم “ لا يُغْنِي حَذَرٌ من قَدَرٍ، والدعاءُ ينفعُ مما نزل، ومما لم يَنْزِلْ، وإنَّ البلاءَ لَيَنْزِلُ، فيَتَلَقَّاه الدعاءُ، فيَعْتَلِجَانِ إلى يومِ القيامةِ”، قال شيخ الأزهر، إن القضاء ينزل والدعاء يرده، وهذا هو معنى يعتلجان إلى يوم القيامة، مشددًا إلى أنه لا جديد في علم الله تعالى فالله تعالى يعلم الأمور قبل حوثها وحين حدوثها وما ستكون عليه بعد حدوثها
واستدل بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، وإن القضاء لا يرده إلا الدعاء”، بأنه يجب على المسلم أن يتسلح بالدعاء وبإلحاح، لأن الله تعالى يحب أن يلح عبده في الدعاء، منوها إلى أن "ولله الأسماء الحسني فادعوه بها" هي من مفاتيح استجابة الدعاء وخاصة في الشهر الكريم.
