بكاء صغيرة خلال تكريم اسم والدها الراحل بحفل لحفظة القرآن بالمنوفية| صور

شهد حفل تكريم حفظة القرآن الكريم بقرية مشيرف، التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، لحظة إنسانية مؤثرة أبكت الحضور، حيث لم تتمالك طفلة صغيرة دموعها أثناء استلامها تكريمًا باسم والدها الراحل، الشيخ محمد إبراهيم سعد، الذي وافته المنية منذ أقل من شهر ونصف في حادث مأساوي.
بكاء طفلة أثناء استلام تكريم والدها المتوفى في حفلة لحفظة القرآن الكريم بالمنوفية
الشيخ محمد إبراهيم، الذي كان من أبرز المحفظين في قريته، كرّس حياته لخدمة كتاب الله وتعليم الأطفال القرآن الكريم. وحرص القائمون على الحفل على تكريمه، تقديرًا لعطائه وجهوده في تحفيظ الناشئة، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
وفي لحظة مهيبة، صعدت الطفلة الصغيرة إلى المنصة رفقة شقيقتها وجدها، وما أن استلمت درع التكريم حتى انفجرت بالبكاء، مستذكرة والدها الذي لطالما كان حاضرًا في مثل هذه المناسبات، حاول الحضور التخفيف عنها، إلا أن المشهد كان أقوى من الكلمات، فغلب التأثر الجميع، وتناقل الأهالي هذه اللحظة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، داعين للفقيد بالرحمة ولأطفاله بالصبر والسلوان.
تفاصيل وفاة والدة الطفلة
وفي حديث مؤلم، روى والد الشيخ محمد تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة ابنه أثناء توجهه للصلاة. كان الشيخ محمد، إمامًا وخطيبًا في وزارة الأوقاف، قد انتقل مؤخرًا من محافظة مطروح إلى القليوبية، حيث تولى إمامة مسجد الشاذلي بكفر الجزار، وفي الأول من فبراير 2025، توجه إلى القاهرة لاستلام دراجته النارية، وسُرعان ما أدركه وقت صلاة الظهر، فأبى إلا أن يؤديها جماعة في المسجد القريب.
وبينما كان يعبر الطريق الدائري، باغتته سيارة مسرعة، أطاحت به في الهواء قبل أن يسقط على رأسه، مما أدى إلى نزيف داخلي أودى بحياته، أما ابن خالته، الذي حاول إنقاذه، فقد صدمته سيارة أخرى، تاركة إياه بعاهة مستديمة. وما زاد المأساة ألمًا، أن المركبات المتسببة في الحادث لم تتوقف لإسعافهما، بينما أدى التأخر في نقل الشيخ محمد إلى المستشفى إلى تفاقم حالته.









رسالة مؤثرة من الأب المكلوم
في حديث يفيض بالحزن والرضا بالقضاء والقدر، أكد والد الشيخ محمد أنه يحتسب ابنه شهيدًا، مستدلًا بحديث النبي صل الله عليه وسلم: "من مات دون عمله فهو شهيد"، مشيرًا إلى أن ابنه عاش حياته في خدمة القرآن الكريم، تعليمًا وتلاوةً وتدريسًا.
واختتم كلماته برسالة مؤثرة، داعيًا السائقين إلى الرفق أثناء القيادة، والمسؤولين إلى تعديل القوانين بما يشجع على إنقاذ المصابين بدلًا من الخوف من المساءلة القانونية، كما طالب الجميع بالاعتبار بالموت، والتمسك بالعمل الصالح وصلة الأرحام، سائلًا الله أن يجعل ابنه في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.