ما الذي تحتاجه مصر للمنافسة عالميًا في سرعة الإنترنت الثابت؟

تتسارع دول العالم المتقدمة في تقديم أفضل الخدمات التكنولوجية مع تحسين خدمات الإنترنت الأرضي، ويأتي ذلك في ظل الثورة التكنولوجية التي اجتاحت العالم كله، وسط مساعي مصر لاستمرار نهوض قطاع الاتصالات، الذي حقق أعلى معدلات نمو خلال آخر 6 سنوات.
قطاع الاتصالات في مصر
وعلى مدار الخمس سنوات الماضية اتخذ قطاع الاتصالات خطوات ملموسة بتحسين البنية التحتية لخدمات الإنترنت الأرضي، مع تحقيق إنجاز ليس بمحدود مع وصول معدل الإنترنت الثابت لـ80.33 ميجا بايت، في الوقت الذي تصل فيه دولتي سنغافورة والإمارات إلى سرعة إنترنت ثابت يزيد 4 أضاف عن المستويات المصرية، وسط استمرار محاولات قطاع الاتصالات المصري في التطوير، والذي ظهر خلال 2024 بعد أن ارتفع الإنترنت الثابت بأكثر من 63.49 ميجا بايت في الثانية بنهاية 2023 إلى ما يزيد على 80 ميجابايت الآن.
ووفق مؤشر Ookla Speedtest، تمكنت مصر من الوصول للمركز الـ78 عالميا، بسرعة إنترنت 80.33 ميجا بايت، خلال شهر يناير 2025، بينما احتلت سنغافورة المركز الأول عالميًا بسرعة الإنترنت 336.45 ميجا بايت.
وكان ولا يزال قطاع الاتصالات في مصر وحده في القمة بين الدول الإفريقية في سرعة الإنترنت الثابت، إلا أن دولتي الإمارات وسنغافورة، على العرش وفي الترتيب الأول بسرعة الإنترنت الثابت بمعدلات تتراوح بين 310 ميجابايت و336 ميجابايت، بعد ضخ استثمارات هائلة لتطوير البنية التحتية، ومواكبة وصنع أفضل وأحدث الخدمات والحلول الرقمية، ولكن هنا يكمن السؤال متى تنافس مصر سنغافورة والإمارات في سرعة الإنترنت الثابت.. وهل البنية التحتية تتحمل التطوير؟
وتمكنت دولة الإمارات، مالكة أفضل شبكات الاتصالات في العالم، من مواصلة تطوير الشبكات على مستوى خدمات الاتصالات المتحركة والثابتة والإنترنت فائق السرعة، عبر استثمار عشرات مليارات الدراهم في تطوير الشبكات سنويًا، للحفاظ على ريادتها العالمية من حيث التغطية وجودة القطاع، ووصلت إلى معدل 96.4 من أصل 100 في مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2023، متجاوزة المتوسط العالمي البالغ 72.8 بحسب تقرير حديث لـ الاتحاد الدولي للاتصالات.
وتصنف دولة الإمارات من الدول الرائدة والمتقدمة في تطوير البنية التحتية الرقمية، إذ بلغ الاستثمار في تقنية المعلومات والاتصالات والحوسبة السحابية والأمن السيبراني 84.5 مليار درهم خلال عام 2024، حسب تقرير حديث لمركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية.
وتعمل سنغافورة والإمارات، على توسيع شبكتهما وتوفير خدمات وحلول اتصالات متكاملة باستخدام تقنيات متقدمة لربط مواقع مختلفة من خلال البنية التحتية المحلية والعالمية لشركة موبايلي، وآخرها الكابل القاري SEA-ME-WE-6 الذي سيتم إنزاله في مدينة ينبع بالمملكة العربية السعودية ويمتد من آسيا شرقًا إلى أوروبا غربًا مرورًا بمنطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إنزال الكابل القاري Africa-1 في مدينة ضبا، الذي يربط آسيا والشرق الأوسط بإفريقيا وأوروبا.
أما في مصر، فلا تزال وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تعمل على مجموعة من المشروعات الاستراتيجية لتطوير البنية الرقمية المحلية والدولية، بهدف تقديم خدمات اتصالات ذات كفاءة عالية وبنية رقمية مؤمنة، مع ضخ استثمارات تجاوزت 3 مليارات دولار منذ عام 2018، لتصبح البنية التحتية مهيئة لكل التطورات الحديثة لتتحمل البنية التحتية التطوير، التي تعمل الوزارة على تقديمها.
وتعتزم الإمارات وسنغافورة الوصول إلى خدمات الجيل السادس، مع سعي مصر لمواصلة التطوير لملاحقة التطورات التكنولوجية، بعد حصول شركات الاتصالات الأربعة على رخصة الجيل الخامس.
ما تحتاجه مصر لمنافسة الدول الأعلى كفاءة
وتعليقًا على ذلك، أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في تصريحات سابقة، أن توفير خدمات الاتصالات والإنترنت يعد أحد الممكنات الرئيسية في تنفيذ استراتيجية مصر الرقمية وركيزة أساسية لبناء الاقتصاد الرقمي، مشيرًا إلى استمرار الجهود المبذولة في تطوير البنية التحتية الرقمية في كافة أنحاء الجمهورية لتحسين جودة خدمات الاتصالات والإنترنت المقدمة للمواطنين.
وأضاف وزير الاتصالات، خلال الاحتفالية التي أقامتها شركة أوكلا العالمية على هامش فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للمحمول MWC 2025 المنعقد بمدينة برشلونة في إسبانيا، أنه يتم حاليًا تنفيذ مشروع يهدف إلى إحلال الكابلات النحاسية بشبكة كابلات الألياف الضوئية في قرى حياة كريمة بالريف المصري، لتطوير خدمات الإنترنت فائق السرعة لنحو 60 مليون مواطن في نحو 4500 قرية.
وما تحتاجه مصر لمنافسة الدول الأعلى كفاءة، هو استمرار تأهيل البنية التحتية، لتواكب التطورات العالمية، مع العمل على التحول للألياف الضوئية بجميع المحافظات.
خطوات يتبعها قطاع الاتصالات المصري لتطوير الإنترنت الثابت والهوائي:
- العمل على تطوير البنية التحتية للاتصالات.
- التوجه نحو خدمات الجيل الخامس 5G.
- إدراج الألياف الضوئية لتحسين كفاءة الإنترنت والخدمات الرقمية.
- مد كابلات الفايبر لتوصيل الإنترنت فائق السرعة.