عقيلة بني هاشم السيدة زينب
السيدة زينب، عقيلة بني هاشم، فأبوها علي بن أبي طالب وأمها فاطمة الزهراء، وجدتها لأمها السيدة خديجة أولى أمهات المؤمنين، وجدها لأمها سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشقيقاها الحسن والحسين سيدا شباب الجنة وسبطا رسول الله رضي الله عنهم أجمعين.
سماها جدها رسول الله زينب على اسم خالتها السيدة زينب والتي توفيت في حياة الرسول.
عقيلة بني هاشم السيدة زينب
تزوجت السيدة زينب من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وكان ذو مكانة عالية، ولقب (بقطب السخاء) من كثرة كرمه وجوده، ونبل طباعه.
اقترن اسم السيدة زينب بمأساة كربلاء، وجعلتها خالدة بموقفها وشجاعتها وأطلقوا عليها (بطلة كربلاء)، لحمايتها السبايا من بيت النبوة، ورعاية علي زين العابدين بن الحسين وكان طفلا صغيرا عليلا فأطلقوا عليها (أم هاشم).
عاشت وعايشت السيدة زينب حروب والدها ضد معاوية في معركة الجمل وصِفّين وحرب الخوارج حتى استشهد ومن بعده أخاها الحسن، ووصولا إلى مأساة كربلاء، واستشهاد الحسين وأهلها وسيقت مع الأسرى والسبايا في أبشع موكب شهده التاريخ فلما وصلت إلى مكان المعركة صاحت: يا محمداه صلى عليك ملائكة السماء هذا الحسين بالعراء مرمل بالدماء مقطع الأعضاء، يا محمداه هذه بناتك سبايا وذريتك مقتله.
ثم نهرت أهل الكوفة على تخاذلهم وقالت لهم أبلغ حديث حتى انهمروا في البكاء ومضى موكب السبايا حتى وقف بين يدي ابن زياد الطاغية، والذي أراد قتل الطفل علي بن الحسين فوقفت دونه وهي تحتضنه وقالت لابن زياد: يا بن زياد حسبك منا، أما رويت من دمائنا، وهل أبقيت منا أحد، فقال ابن زياد: دعوا الغلام ينطلق مع نسائه، وأمر بجعل الغل في يديه ورقبته.
وعاد الركب إلى دمشق حيث يزيد بن معاوية والذي ندم على قتلة آل البيت، وقال: لعن الله بن مرجانة، وأمر بإدخال الأسرى والسبايا، ودار بينهما حديث طويل.. وكان يزيد يريد أن يبرأ ساحته بنفاقه من قتل آل البيت وسيدنا الحسين، ولكن يداه ملطختان بدماء أطهر وأشرف بيت.. وليظهر حسن نواياه آمر أن يجهز لهم العدة للعودة إلى مدينة رسول الله، لكن بنو أمية أبو عليها أن تنعم بجوار جدها رسول الله، وقالوا لها تختار أي بلد تذهب إليها غير المدينة، فكانوا يخشون وجودها بالمدينة خوفا من تهيج مشاعر الناس طلبا بثأر الحسين، وطلب منها والي المدينة أن ترحل عنها وتختار من المدن ما تشاء، فكانت مصر فخرج أهلها (أهل مصر) لاستقبالها وعلى رأسهم مسيلمة بن مخلد الأنصاري، وترك لها داره فأقامت بها حتى توفاها الله في أرض مصر المحروسة.
ويقع مسجدها في ميدان باسمها وكذلك الحي (حي السيدة زينب)، وكان يسمى سابقا باسم قنطرة السباع، واكتشفت واجهة مسجدها في القرن التاسع عشر، وأقامت وزارة الأوقاف المصرية المسجد الحالي عام 1940، مع البقاء على المحراب القديم، وتوالت التجديدات، وإضافة مزيد من المساحات على المسجد بشكل مستمر، حتى كان التجديد والترميم الأخير عام 2024 وافتتحه الرئيس السيسي.
ويتعلق المصريين بحب آل البيت جميعا، وتحظي أم هاشم بمكانة خاصة في نفوس كل المصريين فهي المولودة في بيت النبوة، ومن باركها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم.
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
فشرفت أرض مصر وطيب الله ثراها التي ضمت في طياتها بعضا من آل البيت الشريف المطهر، ومن الصحابة الأخيار أصحاب سيدنا رسول الله، وما في جنباتها من الصالحين امتداد لذرية آل البيت رضي الله عنهم اجمعين.
رحم الله الجميع وحفظ الله مصر وشعبها