مساء الحزن لجماهير كرة القدم
في ليلة حزينة، عاش جمهور كرة القدم في مصر والوطن العربي والعالم بأسره لحظات من الحزن والخيبة، عندما قرر فريق الأهلي الانسحاب من مواجهته المرتقبة مع نادي الزمالك في الدوري المصري، في مباراة كان يترقبها الجميع ليس فقط من جماهير الكرة المصرية، بل من جميع عشاق كرة القدم في العالم، حيث تتميز لقاءات الأهلي والزمالك بأنها واحدة من أقوى اللقاءات وأكثرها إثارة في عالم المستديرة.
الجماهير حضرت والأهلي غاب
حضر كل شيء وغياب الأهلي، كل شيء كان جاهزًا للعرض، فالجماهير توافدت إلى ستاد القاهرة الدولي، استعدت بالكامل لمشاهدة قمة الدوري المصري التي طالما كانت محط أنظار الجماهير، لكن ما لم يكن في الحسبان هو غياب الأهلي، ذلك النادي الذي لطالما ارتبط اسمه بالقيم والمبادئ الرياضية، ليترك جمهورًا ضخمًا في حالة من الصدمة والانكسار، فالأخطاء الإدارية التي قد يكون الاتحاد المصري لكرة القدم أو رابطة الأندية قد ارتكبوها، لم تكن مبررا مقنعا للجماهير التي كانت تأمل في أن يلعب فريقها هذا اللقاء التاريخي.
أطفال يذرفون دموعهم
إنه أمر مؤلم أن نرى أطفالًا يذرفون دموعهم، ووجوها غلب عليها الحزن، بعد أن بذلوا الجهد في يوم من أيام رمضان، للوصول إلى الاستاد، وتعود الجماهير في هذه المرة إلى منازلهم بخيبة أمل، لا لشيء سوى لأن فريقهم قرر أن يغيب عن الحدث الرياضي الكبير.
جماهير الأهلي، التي عرفت بحبها العميق لناديها، لم تكن تستحق هذا الانسحاب غير المبرر، فليس من المعقول أن يتم تجاهل كل هذا الدعم الكبير من أجل قضايا إدارية قد تكون خارج إرادتهم، وكان من الأجدر أن يقدم النادي الأحمر مثالًا حيًا على الوفاء لجماهيره وتقديم عرض يليق بسمعته العريقة، فلا يمكن للصور المحبطة التي اكتملت في الإسناد أن تمحى من ذاكرتنا لحظات الفرحة التي نعيشها عادة عندما يقف الأهلي على أرض الملعب.
الزمالك والأمل في المستقبل
في المقابل، استطاع الزمالك أن يقدم صورة مشرقة من خلال حضوره الكامل في اللقاء، وكان فريقه حاضرًا بكل قوتهم، بينما تابع الجمهور الآخر باهتمام شديد من مقاعدهم انتظارًا للمباراة التي لم تُلعب، إلا أن المباراة لم تكتمل كما هو متوقع، وعلى الرغم من غياب الأهلي، ظل الزمالك وفريق التحكيم المصري ومعلق المباراة الإماراتي يقدمون لقطات مهنية استمتعت بها الجماهير على مدار دقائق انتظار، وخصوصًا من خلال تحليل المعلق الإماراتي الذي أضفى أجواء من الإثارة والتشويق.
وخلاصة الكلام ما حدث في تلك الليلة لم يكن مجرد انسحاب فريق من مباراة، بل كان تجسيدًا لأزمة أعمق في إدارة الرياضة المصرية، ولن ننسى ذلك الحزن الذي خيم على جمهور الأهلي الذي شعر بخيبة الأمل نتيجة عدم التزام ناديهم بالتواجد في أكبر لقاءات الموسم.
وفي النهاية، كان علينا أن نكون أكثر تفاؤلًا وأملًا في المستقبل، فالجماهير تستحق الأفضل دائمًا، والأمل لا يزال قائمًا في أن يتم تصحيح الوضع وتحقيق العدالة في كل القرارات المتعلقة بهذه المباراة وغيرها.