حوار الذكريات والألم| ننفرد بأول حوار مع شمس البارودي بعد وفاة زوجها ونجلها: حسن يوسف كان يشع نورًا في غُسله.. ورأيته بالمنام يُسمع لي سورة البقرة

حوار انتظرته 48 يومًا، لكن كيف تتحدث سيدة فقدت نجلها غرقًا، ولم تفيق من الصدمة، لتصفعها الحياة مرة أخرى بوفاة حبيب العمر زوجها، الذي مضت معه أكثر من 52 عامًا، كانت فكرة محاورتها صعبة، لكن على قدر الصعوبة على قدر عظمة الحديث معها، والانفراد بأول حوارٍ لها بعد وفاة زوجها ونجلها الأصغر الذي مات في ريعان شبابه.
القاهرة 24 انفرد بهذا الحوار مع الفنانة المعتزلة شمس البارودي، في البداية كانت تُصر على عدم الحديث حتى تنتهي عدتها أولًا، احترامًا لزوجها الراحل حسن يوسف فحينما هاتفتها فتحت الفنانة قلبها للحديث، وبمجرد ذكر اسم حسن يوسف انهمرت من البكاء، وكأنها فقدت الحياة برحيله، فحينما فقدت نجلها كانت تتكئ على حبيبها يصبر كل منهما الآخر، لكن الآن تعتصر ألمًا برحيل الحبيبين نجلها وزوجها.
فدعونا نتطرق إلى نص الحوار…
ـ في البداية ما الذي ميّز حسن يوسف حتى تحبيه بهذا القدر؟
كان قمة في البهجة، شخص جميل ومعطاء، وعنده حسن ظن بالناس، كان طيب أوي وحنين جدًا، حسن يوسف يتكتب عنه حواديت.. إحنا الاتنين تطابقنا بشكل غير عادي، كان رومانسي جدًا ومبهج، لدرجة إن فيه طبيب طلع في التليفزيون قال في وسيلة سهلة لتقوية المناعة هي الفُرجة على حسن يوسف.
ـ كيف ساعدكِ حسن يوسف على حفظ كتاب الله؟
حبيبي كان شاطر في اللغة العربية، وأنا طول عمري مدارس فرنسية، فاللغة العربية عندي سيئة جدًا، رغم إني كنت قارئة جيدة، لكني كنت سيئة في قراءة القرآن الكريم بالأحكام، وكان عندي راديو في البيت بتحرك بي، على طول بسمع إذاعة القرآن الكريم، ومع الوقت حفظت البقرة، كان بيقولي تعالي أسمعلك الورد ولما سمعته اتفاجئ، وقالي أنتِ ربنا اللي علمك، على طول كان القرآن في ودني، حمايا كان بيجيب لي كُتيبات صغيرة، وأول عمرة لـ حسن يوسف كانت مع والدي.

ـ كيف تقضي شمس البارودي حياتها بعد وفاة حبيب العمر حسن يوسف؟
طلبت من ربنا يربط على قلبي، حسن كان سندي وعِشرة عمري، عشت معاه أكتر ما قعدت مع أهلي، اتجوزنا 52 سنة، شوفته في رؤى كتير حلوة، في إحدى الرؤى كان بيسمع لي سورة البقرة، وأنا مشغولة قالي لأ ركزي معايا، واتاكدي إنك حافظاها كلها صح.
أنا معشتش مع أهلي قد ما قعدت مع حسن يوسف، كان سندي وعشرة عمري، لكن أنا رضيت بقضاء الله، إحنا لو معندناش يقين إن فيه حياة أخرى هنتجنن، التراب ما هو إلا وعاءً، الجسد يفنى في التراب، لكن الروح بتعيش وتتحرك في السماء.. وحسن يوسف مكنش حبيبي بس كان سندي وعِشرة عمري عشرة 52 سنة.
تصريحات شمس البارودي عن حسن يوسف

ـ صُدِمنا بوفاة نجلك الأصغر عبد الله.. فحدثينا عنه؟
كان حافظًا لكتاب الله، ودايمًا ياخد باله مننا، وبيؤم بينا الصلوات، وبعد وفاته شوفته في عدة رؤى، مكنش بييجي لـ حسن ولما ينفعل ويقولي ليه ابني مش بشوفه في الحلم، بقوله: لأن أنت لحد دلوقتي مش عايز ترضى، وبعد وفاة عبد الله حسن كان خايف علينا كلنا، وعايزنا دايمًا جنبه.
ـ حدثينا عن اللقاء الأخيرة مع حسن يوسف.. كيف كان؟
لما روحه صعدت لبارئها والله شُفت نور، ولادي كانوا واقفين مع والدهم في الغُسل، والله كأنه رجع شاب، جسمه سليم ووشه منور، كان في راحة في ووشه منور وهو في الغُسل.. ما شاء الله على حبيبي ربنا يرحمه.

ـ هل حسن يوسف كان له طقوس خاصة في رمضان؟
طبعًا، كان لازم يؤدي صلاة التراويح في المسجد، كان ليه صُحبة مسجد وشلة لازم يروح معاهم، ودايمًا يردد كل الأدعية اللي اتعلمها عن الرسول والشيخ الشعراوي، ودايمًا يدعي لأهل بيته.. إحنا كنا بنصلي قيام الليل سوا، وكان بيرفض الشغل في رمضان، بيشترط عليهم انتهاء التصوير قبل حلول الشهر الكريم، لأن رمضان بالنسبة له عبادة وصلة رحم.
ـ فيه ناس من كتر التعلق بالأشخاص بيتكلموا كتير مع حبايبهم الراحلين بالمنام.. فهل تفعلين ذلك مع حسن يوسف بعد وفاته؟
بعد وفاته فضلت شهرين أبكي بحرقة عشان أشوفه وأصبر نفسي، شوفته في رؤى كتير حلوة، في إحدى الرؤى شاهدته أمامي وأنا أفتح شباكًا وبقوله “الله شم يا حبيبي الهوا حلو أوي”، وصحيت على صوته، فجأة لقيت بنتي بتصحيني قولت لها صحتيني ليه أنا كنت في رؤيا حلوة جدًا مع بابا.
ـ في النهاية.. ماذا تتمنى شمس البارودي؟
أنا بقالي 44 سنة ملتزمة، ربنا يثبتني حتى ألقى الله وهو راضٍ عني إن شاء الله أكون برضى الله في نعيمه، وأقابل حبيبي على خير.