أحمد عبد العزيز: رفضت دور غلاب في البداية لبشاعته.. والدراما تُهمل الكبار رغم خبرتهم| حوار

منذ ظهوره الأول، نجح الفنان أحمد عبد العزيز في أن يحفر اسمه في ذاكرة المشاهد المصري والعربي، بفضل موهبته الفريدة وأدائه المتقن، الذي جعله واحدًا من أبرز نجوم الدراما، تنوعت أدواره بين الخير والشر، فأتقن تجسيد الشخصيات المركبة بقدرة مذهلة جعلت الجمهور يتفاعل معها وكأنها واقع حقيقي.
بدأ رحلته الفنية في ثمانينيات القرن الماضي، واشتهر بأدوار البطولة في أعمال لا تزال عالقة في أذهان الجمهور منها؛ المال والبنون، ذئاب الجبل، سوق العصر، وغيرها من المسلسلات التي حققت نجاحًا كبيرًا.. وبفضل حضوره القوي وأدائه المتميز، أصبح وجهًا مألوفًا في الدراما المصرية، حيث استطاع أن يوازن بين تقديم الشخصيات الطيبة ذات البعد الإنساني، وأدوار الشر التي أداها بمهارة جعلت المشاهد يصدقها ويتفاعل معها.
واليوم، يعود أحمد عبد العزيز إلى الساحة الفنية بمسلسل فهد البطل، ليقدم شخصية جديدة تحمل الكثير من التحديات الدرامية، في عمل يجمعه مع نخبة من النجوم، في هذا الحوار، فتح قلبه لـ القاهرة 24، وتحدث عن تفاصيل دوره، وكواليس العمل، ورؤيته للمشهد الدرامي الحالي.
إلى نص الحوار:
س: في البداية.. ما الذي دفعك لقبول دور غلاب في مسلسل فهد البطل؟
لم يكن هناك شيء يجذبني للمشاركة، بل على العكس، الشخصية استفزتني لدرجة جعلتني أفكر في رفضها، قسوة غلاب وبشاعة أفعاله جعلتني أشعر بأنه من الصعب تجسيده، لكن عندما تعمقت أكثر في الدور، تذكرت قصة قابيل وهابيل، وكيف أن أول جريمة قتل في التاريخ كانت بين شقيقين، فأدركت أن هذه النزعة الإنسانية موجودة منذ القدم.
س: كيف استعد أحمد عبد العزيز لتجسيد شخصية غلاب؟
بدأت أسترجع العديد من الحوادث التي وقعت داخل الأسر، حيث أقدم أخ على قتل أخيه بدافع الطمع أو الانتقام، فقررت أن أقبل الدور وأبحث عن دوافع غلاب.
س: ما الدوافع التي جعلت غلاب يصل لهذه الدرجة من القسوة؟
غلاب لديه مزيج معقد من المشاعر، فهو يشعر بالظلم لأنه لم يُكتب له أن يكون له ذرية، ولأنه يرى أن والده كان يفضل شقيقه الأصغر، فحرمه من العمودية وزوجه الفتاة التي كان يحبها. إلى جانب ذلك، الطمع لعب دورًا كبيرًا في قراراته، فقد أراد السيطرة على الأرض لزراعتها بالأفيون وجني ثروة طائلة، وهذه العوامل مجتمعة جعلته شخصًا قاسيًا قادرًا على ارتكاب جريمة بهذه البشاعة.
س: كيف كانت أجواء العمل مع أحمد العوضي والمخرج محمد عبد السلام؟
أحمد العوضي فنان موهوب ومجتهد، وأنا أعرف إمكانياته منذ فترة طويلة، لديه طاقة كبيرة ورغبة حقيقية في النجاح، كما أنه على المستوى الإنساني شخص راقٍ ويحترم زملاءه، أما المخرج محمد عبد السلام، فهو شاب طموح لديه رؤية واضحة، ويحرص على استخراج أفضل أداء من الممثلين، الكواليس كانت مليئة بالحماس والتعاون، وما زلنا نواصل التصوير بنفس الروح الإيجابية.
س: الجمهور ربط بين غلاب وشخصيتك في ذئاب الجبل.. كيف ترى ردود الأفعال؟
سعيد جدًا بثقة الجمهور في اختياراتي، فهذا يعني أنني أقدم أعمالًا تستحق المتابعة، وعندما يكون لدى الجمهور يقين بأنني أختار أدواري بعناية، فهذا يمنحني مسؤولية أكبر ويجعلني أكثر حرصًا على تقديم شخصيات غنية ومركبة.
س: هناك من يرى أن الأعمال الدرامية التي تحتوي على العنف والصراعات لا تناسب شهر رمضان.. ما رأيك؟
لا يمكن تصنيف الأعمال بهذا الشكل، الدراما تعكس الواقع، والصراعات جزء من الحياة، نحن لم نعد نقدم الأعمال الدينية في رمضان كما كان يحدث قديمًا، لكن هذا لا يعني أن هناك نوعًا معينًا من الدراما يصلح للشهر وآخر لا يصلح، العمل يُحكم عليه بجودته وأسلوب طرحه، وليس بنوعية الأحداث التي يتناولها.
س: ما رأيك في النقاش الدائر حول القضايا التي تطرح في الدراما حاليًا؟
الفن من المفترض أن يكون مرآة للمجتمع، ولا يوجد موضوع ممنوع من التناول طالما يُقدم بطريقة تحترم القيم والعادات، المهم هو أسلوب المعالجة، فهناك خيط رفيع بين تسليط الضوء على قضية مجتمعية وتقديمها بشكل مبتذل أو خارج عن السياق الأخلاقي.
س: هناك اعتقاد بأن الفنان عندما يصل إلى سن معين يجب أن يشارك فقط في البطولات الجماعية.. كيف ترى ذلك؟
هذا مفهوم خاطئ تمامًا، لأن الدور هو الذي يحدد إذا كان العمل يحتاج إلى بطل كبير في السن أم لا، في بعض الأعمال، يكون هناك شخصية رئيسية لرجل ناضج له تأثير كبير على الأحداث، فلماذا لا يقدمها ممثل كبير؟ المشكلة أن الدراما المصرية أصبحت تركز على الأبطال الشباب، بينما في السينما العالمية نرى ممثلين كبارًا يقدمون أدوارًا رئيسية، نحن بحاجة إلى إعادة النظر في هذه النقطة، لأن الممثل عندما ينضج يكتسب خبرات تؤهله لتقديم شخصيات أكثر عمقًا.
س: كيف ترى الفرق بين الفن قديمًا والآن؟
كل عصر له ملامحه، ولكن ما ألاحظه هو أن الاحترام والاجتهاد في العمل كانا أكثر وضوحًا في الماضي، كان هناك التزام حقيقي تجاه الفن، أما الآن فهناك تسرع في تنفيذ الأعمال، وأحيانًا تغيب الدقة والاهتمام بالتفاصيل.
س: لماذا تقل مشاركتك في الأعمال السينمائية؟
اخترت التركيز على الدراما التليفزيونية لأنها تصل إلى عدد أكبر من الجمهور، والسينما أصبحت تميل إلى نوعية معينة من الأفلام التي لا تناسبني، والأعمال التي تُعرض حاليًا ليست جيدة، أفضل أن أقدم عملًا جيدًا يشاهده الملايين على شاشة التلفزيون بدلًا من المشاركة في فيلم لا يضيف لي شيئًا.
س: هل تحرص على متابعة المسلسلات في رمضان؟
رمضان بالنسبة لي هو شهر العبادة، لذلك لا أتابع الأعمال بشكل مكثف خلاله، لكنني ألقي نظرة على بعض المسلسلات، وإذا أعجبني أحدها أحرص على مشاهدته بعد انتهاء الشهر.