الأحد 09 مارس 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

اليوم العالمي للمرأة ودعوة لعودة المرأة لسابق عهدها

السبت 08/مارس/2025 - 05:06 م

في ظل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، لا بد من التوقف قليلًا للتفكير في مكانة المرأة الحقيقية، تلك التي تتمثل في الأم المناضلة والمربية الفاضلة التي غرست في قلوب أبنائها المبادئ والقيم، وخرجت منهم أبطالًا، وأصبحت محورا أساسيا في بناء المجتمعات والنهضة بالأمم. 

هذه المرأة التي زرعت بذور النجاح والإصلاح، وصارت مثالًا للقدوة والكرامة لننظر في نماذج مضيئة كالسيدة خديجة رضي الله عنها، أولى النساء المؤمنات التي كانت شريكًا فاعلًا في رسالة الإسلام، وكذلك السيدة عائشة، أم المؤمنين، التي كانت ركنا أساسيا في نقل العلم وتوجيه نساء الأمة.

لكن اليوم، ونحن نحتفل بهذا اليوم، نجد أن الصورة قد تغيرت بشكل كبير.. لقد انسلخت بعض النساء عن هويتهن وأدوارهن الطبيعية، لتظهر المرأة اليوم بشكل مغاير لما كانت عليه، فبينما كانت تلبس ثياب الحشمة والتربية الصالحة، أصبحت ترتدي ثيابًا كاشفة تبتعد عن ملامح الأصالة والتقاليد التي كانت تميزها تغيرت القيم، وابتعدت الكثيرات عن المثل العليا التي كانت ترفع من شأن المرأة وتعتبرها عنصرًا أساسيًا في بناء الأسرة والمجتمع.

مما لا شك فيه أن هذا التغيير لم يحدث من فراغ، فقد لعبت عدة عوامل دورًا في هذا الانحدار ما بين تربية غير سليمة أو ظروف اقتصادية صعبة أو تغيرات اجتماعية، تراكمت المشكلات التي جعلت الكثير من الفتيات يبتعدن عن القيم الأخلاقية التي صورتها وسائل الإعلام، وخاصة الدراما والمسلسلات، إلى أنها قدوة حسنة ومرجعية لكثير من الشابات، حيث تشاهد الفتاة نموذجًا لم يتمتع بأي مقومات من القيم والمبادئ، فتسعى لتقليده دون إدراك للآثار السلبية؛ لذلك أصبحت المرأة في كثير من الأحيان مجرد سلعة رخيصة تباع وتشتري في سوق الرغبات والشهوات، ما أسهم في إفساد صورة المرأة وزعزعة قيم المجتمع.

وفي اليوم العالمي للمرأة، من الضروري أن نوجه دعوة صادقة لعودة المرأة إلى سابق عهدها، حيث تكون هي مدرسة القيم والأخلاق، وتعود لتكون رمزًا للتعفف والاعتزاز بالنفس ويجب أن تسعى المرأة لتكون قدوة لأجيالها القادمة، وأن تربي الأبناء على القيم والمبادئ التي تحفظ للمجتمع تماسكه وازدهاره فإن النهضة الحقيقية لا تكون إلا بعودة المرأة إلى دورها المحوري في الأسرة والمجتمع، لتبني مجتمعًا متماسكًا قائمًا على الأخلاق، ولا تنهار الأوطان إلا إذا انهارت قيم المرأة.

إنها دعوة لعودتها إلى الحشمة والاحترام، لتصبح رمزًا للكرامة والتفاني في خدمة المجتمع وبناء الأجيال.. ولنتذكر دائمًا أن انهيار المرأة يعني انهيار المجتمع كله، لأن الأسرة هي أساس المجتمع، والمرأة عموده الأساسي.. في هذا اليوم، دعونا نعيد المرأة إلى مكانتها الأصلية ونحافظ على قيمها، لتظل المثال الحي للأجيال القادمة.

تابع مواقعنا