المفتي: التعاليم الإلهية لو طُبقت لعاش الناس في أمن وسلام ولانتهت النزاعات والصراعات

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الإيمان بالرسل والكتب السماوية ضرورة دينية وإنسانية، فلا يكتمل إيمان المرء إلا بالتصديق بهما، كما أن البشرية لا تستقيم إلا بتوجيهات الأنبياء وتعاليم الكتب السماوية، فهي التي ترسم للإنسان طريق الحق والعدل.
وأضاف، خلال لقاء تلفزيوني: "لو تأملنا في التاريخ، لوجدنا أن الأنبياء والكتب السماوية غيروا مجرى البشرية، فقبل بعثتهم، كانت الدماء تستباح، والمظالم ترتكب، والحقوق تُنتهك، لكن مع مجيء الوحي وانتشار الهداية، تبدلت الأحوال، واستقرت المجتمعات على أسس العدل والرحمة."
وأشار مفتي الجمهورية إلى موقف الصحابي ربعي بن عامر عندما وقف أمام قائد الفرس وأوجز رسالة الإسلام في كلمات خالدة عندما قال: "نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن ظلمات الكفر إلى نور الإسلام، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام."
مفتي الجمهورية: التعاليم الإلهية لو طُبقت كما أرادها الله لعاش الناس في أمن وسلام ولانتهت النزاعات والصراعات
وأكد أن الكتب السماوية ليست مجرد نصوص تُتلى، بل هي دساتير تحكم حياة الإنسان، وتنظم علاقته بخالقه وبالناس من حوله. فهي تحمل مبادئ العدل والمساواة والتسامح، وتضع القوانين التي تحمي الحقوق وتضبط السلوك. واستشهد بقول الله تعالى:
"وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" (النحل: 89)، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم جاء شاملًا وموجهًا لحياة الإنسان في جميع شؤونها.
وأوضح المفتي أن التعاليم الإلهية لو طُبقت كما أرادها الله، لعاش الناس في أمن وسلام، ولانتهت النزاعات والصراعات، لأن الكتب السماوية جاءت لإرساء العدل وحماية الحقوق. وضرب مثالًا ببعض الأحكام الإلهية، مثل قوله تعالى:
"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ" (النحل: 90)، مشددًا على أن هذا الأمر الإلهي لو التزمت به البشرية، لعمّ العدل وانتشر السلام في العالم.
وفي ختام حديثه، أكد مفتي الجمهورية أن التطبيق الصحيح لتعاليم الكتب السماوية هو الضامن الحقيقي لاستقرار المجتمعات ونهضتها، وأن البشرية لن تجد طريقها إلى الهداية إلا بالسير على خطى الأنبياء، لأنهم حملوا النور الذي ينقذ الإنسان من الضياع، ويقوده إلى طريق الحق والخير.