اختبار دم جديد يكشف سرطان الأمعاء مبكرًا قبل ظهور الأعراض
كشفت دراسة أمريكية حديثة، عن اختبار دم جديد يمكنه رصد سرطان الأمعاء في مراحله المبكرة، مما يعزز فرص البقاء على قيد الحياة، خاصة مع تزايد حالات الإصابة بالمرض بين الشباب.
اختبار دم جديد يكشف سرطان الأمعاء مبكرًا
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، يعتمد الاختبار على الكشف عن أجزاء الحمض النووي التي تفرزها الخلايا السرطانية عند موتها، ما يسمح بتشخيص المرض قبل ظهور أعراضه التقليدية مثل وجود دم في البراز أو تغيرات في عادات الأمعاء.
وأظهرت نتائج الدراسة، التي شملت أكثر من 7،000 مريض بسرطان الأمعاء، أن الاختبار الجديد نجح في اكتشاف المرض بنسبة 83%، ما يعكس دقة عالية في التشخيص المبكر، وقام بإجراء البحث مستشفى ماساتشوستس العام بالتعاون مع كلية الطب بجامعة هارفارد، ونُشرت النتائج في مجلة نيو إنجلاند الطبية.
وفي أعقاب هذه النتائج، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام اختبار الدم Shield، الذي استغرق تطويره عشر سنوات، لفحص الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا والمعرضين لخطر الإصابة بسرطان الأمعاء.
ارتفاع معدلات الإصابة بين الشباب
تشير الإحصاءات إلى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء، لا سيما بين الفئات العمرية الأصغر، وتشمل عوامل الخطر لهذا المرض وجود تاريخ عائلي، والسمنة، وقلة النشاط البدني، والتدخين، والإفراط في تناول الكحول.
كما يلعب النظام الغذائي دورًا محوريًا، حيث ترتبط الأطعمة المعالجة والمصنعة، مثل اللحوم الحمراء والمصنعة، بزيادة خطر الإصابة، إلا أن الأبحاث حول تأثير الأغذية المصنعة بشكل كبير لا تزال مستمرة.
ويعد سرطان الأمعاء من أكثر أنواع السرطانات فتكًا، حيث يودي بحياة أكثر من 16،000 شخص سنويًا في المملكة المتحدة وحدها، ومع ذلك فإن الكشف المبكر عن المرض يرفع معدل البقاء على قيد الحياة لخمس سنوات إلى 90%، مقارنة بنسبة 10% فقط عند اكتشافه في مراحل متأخرة بعد انتشاره إلى أعضاء أخرى.
مقارنة بين اختبار الدم والفحوصات التقليدية
وتدير هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا حاليًا برنامجًا لفحص سرطان الأمعاء للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 54 و74 عامًا، يتضمن تحليل عينات البراز للكشف عن علامات الدم التي قد تشير إلى وجود سرطان أو سلائل قد تتحول إلى خلايا سرطانية بمرور الوقت.
كما يوجد اختبار آخر يعرف بـ CEA أو مستضد السرطان الجنيني، يُستخدم لمتابعة استجابة المرضى للعلاج ولكنه لا يتمتع بدقة عالية في التشخيص الأولي، وبالمقارنة فإن اختبار Shield الجديد يركز فقط على الحمض النووي الخاص بخلايا سرطان الأمعاء، مما يجعله أكثر تحديدًا، لكنه فشل في اكتشاف 16% من الحالات، وكان أداؤه أفضل في اكتشاف السرطانات المتقدمة مقارنة بالمراحل المبكرة.
