صنايعية الكورة| علي الغريب مبلط محارة وقهوجي ونجم بكفر البطيخ

في عالم كرة القدم، تتنوع القصص والحكايات، ومن بين تلك القصص، نجد قصة لاعب مكافح، لم يكن طريقه مفروشًا بالورود، ورغم حبه العميق للعبة وعشقه لها، إلا أن الحياة لم تمنحه الفرصة ليعيش فقط من خلال كرة القدم، لذا، قرر هذا اللاعب أن يكافح في عمل آخر، يكد ويتعب، ليتمكن من تأمين لقمة عيشه وتحقيق حلمه، رغم التحديات والصعوبات التي واجهها، هذه القصة هي مثال حي على الصبر والإصرار، وكيف يمكن للإنسان أن يحقق طموحاته بجهد وعزيمة، حتى في وجه أصعب الظروف.
ويستعرض القاهرة 24، في السطور التالية قصة لاعب شاب بدأ حياته بالعمل مبلط محارة، مرورا بعدة محطات في كرة القدم وصولا إلى عمله بأحد المقاهي ببلدته وصعوده مع فريق كفر البطيخ الذي يشارك بدوري القسم الثالث بدمياط.
البداية من عزبة البرج بدمياط
بدأت في عزبه البرج وأنا عندي 10 سنين من مركز الشباب جنب بيتنا وكان نفسي أروح نادي رأس البر العب فيه، هكذا بدأ علي الغريب، لاعب نادي كفر البطيخ بدمياط، حديثه عن حلم الطفولة بالمشاركة بنادي رأس البر الذي يعبر إليه عن طريق المعدية، وذهب ليختبر بفريق الناشئين بالنادي وتم قبوله للانضمام لفريق مواليد 2001 وبداية مشواره الكروي.
العمل الأول في حياة علي الغريب
فرضت الظروف نفسها في حياة علي الغريب وذهب ليسعي من جديد بحثا عن مواصلة حلم الطفولة، ترك كل الرفاهيات التي يغلب عليها سنه، وطرق باب العمل مع عمه كمبلط للمنازل والبيوت، حتي حصل على أول مرتب، وقام بشراء حذاء رياضي وقميص محمد أبو تريكة نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق.

من ناشئين رأس البر إلى اختبارات الزمالك
ظل علي الغريب يشارك مع فريقه رأس البر حتى سن 16 سنة، حتى ذهب إلى النادي الأهلي ليجري اختبارات لفرق الناشئين بمدينة دمياط، ولكنه لم يستطع أن يحصل على فرصة المشاركة باختبارات القلعة الحمراء، إلى أن ظهر الغريم التقليدي صدفة، حيث كان صديقه ذاهبا لاختبارات الزمالك، وذهب معه واختبر ونجح في أول اختبار، وطلبوا منه السفر للقاهرة لكن الظروف حالت دون ذلك، لينتهي حلم انضمام علي الغريب للقلعة البيضاء.
المشاركة مع الفريق الأول برأس البر
علي الغريب قال: يوم ما اتصعدت مع نادي رأس البر كان أسعد يوم في حياتي، بس فضلت أحارب على فرصة إني أشارك، لكن اللعيبة الكبيرة ماكنتش بتدي فرصه لحد يلعب، ورجعت ألعب في نادي عزبة البرج إعارة، وكنا بنافس على الصعود بس محصلش نصيب.
شغف السعي عند الغريب لم ينته رغم عائق الدخول ضمن التشكيل الأساسي لنادي رأس البر، فذهب يبحث عن الانطلاقة الأولى بفريق عزبة البرج الذي كان يأمل في الصعود للقسم الثالث.

ربيع ياسين ومنتخب الناشئين
«حياتك خارج الكورة أهم من حياتك اللي جوه الكورة، لو كنت كويس بره الكورة هتكون دايما ناجح في الكورة».. رسالة وجهها ربيع ياسين، إلى علي الغريب، عندما التقى به في تجمع منتخب الناشئين تحت 17 عاما، حيث تم اختيار أفضل 20 ناشئ بمحافظة دمياط لترشيحهم لمنتخب مصر للناشئين، وصادف علي الغريب الذي كان يلعب بمركز الظهير الأيسر، أن يتم اختياره من قبل الجهاز الفني للمنتخب.
علي الغريب كان يحلم بالانضمام للمنتخب الوطني وقال لوالدته قبل اختياره ضمن المنتخب: قريب هتشوفيني يا أمي في المنتخب، أنا حاسس إن الفرصة هتجيلي.

صعود كفر البطيخ للقسم الثالث
البلد كلها لازم تفرح.. متبخلوش أنكم تفرحوا أهلنا، رساله محمود العزبي، المدير الفني لفريق كفر البطيخ، للاعبي فريقه، خلال مباراة حسم الصعود إلى القسم الثالث بمنطقة دمياط، كانت بمثابة النور المضيء، وحفزت اللاعبين الذين نجحوا في الصعود للقسم الثالث، وسطر علي الغريب اسمه ضمن نجوم بلدته.
الكرة ورمضان في حياة علي الغريب
علي الغريب، يعمل مبلط محارة، وفي شهر رمضان يعمل في أحد المقاهي حتي لا يشغله العمل عن دورات رمضان التي كادت أن تنهي حياته، قائلا: كنت بلعب دورة رمضانية في حته اسمها شطا عندنا بعزبة البرج وكنا كسبانين والجمهور نزل ضربنا في الملعب وخسرنا قصد عشان نعرف نروح، الناس بعدها اتحايلت عليا أبطل، بس لو بطلت كورة هو ده الموت الحقيقي.