السبت 01 مارس 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الأقصر تغرق في العطش.. من يحاسب المسئولين؟

مصطفى جبر
مقالات
مصطفى جبر
السبت 01/مارس/2025 - 04:36 ص

في مشهد عبثي لم يكن ليتخيله أحد، تحولت مدينة الأقصر التي يفد إليها السياح من كل بقاع الأرض، إلى مدينة بلامياه، لأيام متواصلة، وسط عجز المسئولين عن إيجاد حلول للأزمة.

شلل تام يضرب المنشآت السياحية، وفنادق ومطاعم عاجزة عن العمل، وسياح يراقبون المشهد في ذهول، بينما يعاني أهالي المدينة الأمرّين.. لم يكن هذا مشهدًا من فيلم درامي، بل هو الواقع المؤلم الذي فرضه إهمال مسئولي الأقصر، لتتحول المدينة السياحية إلى ساحة للفوضى والمعاناة.

انهيار البنية التحتية.. أزمة متكررة دون حلول جذرية

انفجار خط الصرف الصحي الرئيسي في منطقة الحبيل لم يكن سوى الحلقة الأحدث في سلسلة طويلة من الإهمال والتقاعس، فالبنية التحتية التي تجاوز عمرها عقودًا لم تعد تحتمل المزيد، وبالرغم من ذلك لم يتحرك أحد لإصلاحها قبلأن تنهار، وكأن الجميع في انتظار الكارثة لتدق الأبواب.

والأنكى أن هذا الكسر لم يكن الأول من نوعه! بل سبقه حادث مشابه قبل أقل من شهرين، ورغم ذلك، لم يتعلم أحد الدرس،ولم توضع أي خطط بديلة لتفادي وقوع الأزمة مجددًا.

إذا كان هذا الكسر قد كشف عن تهالك الشبكة بالكامل، فإن الأزمة الأكبر هي في تجاهل المسئولين لهذه الحقيقة، وكأنهم في انتظار كارثة أكبر حتى يتحركوا.

وهنا يبقى السؤال.. لماذا لم يتم إحلال وتجديد هذا الخط منذ سنوات؟ ولماذا لم يتم إنشاء خط بديل تجنبًا لمثل هذه الأزمات؟

غياب تام لـ إدارة الأزمات

أعتقد أنه من المفترض أن يكون لدى مسئولي مدينة سياحية بحجم الأقصر خطط طوارئ فاعلة لمواجهة أي أزمة من هذا النوع، ولكن في مدينة الأقصر، يبدو أن المسئولين يكتفون بردود الفعل المتأخرة بعد وقوع الكارثة، دون أي استراتيجيات واضحة لإدارة الأزمات.

كيف لمدينة سياحية بهذا الحجم، أن تظل بلا مياه لأيام متواصلة؟ كيف يمكن للمنشآت السياحية والمطاعم التعامل معهذه الكارثة؟ وهل يدرك المسئولون حجم الأضرار الاقتصادية التي لحقت بالمدينة بسبب فشلهم في اتخاذ التدابيراللازمة؟

السياحة في خطر

حضرات السادة المسئولين.. السياحة ليست مجرد أماكن أثرية، بل هي منظومة متكاملة تحتاج إلى بنية تحتية قوية وخدمات لا تتوقف، فما حدث خلال هذه الأيام يؤكد أن الأقصر تُدار بعقلية لا تدرك أهمية هذا القطاع الحيوي، فعندما يرى السائح مدينة بلا مياه، وعندما يشاهد بنفسه حجم العشوائية والفوضى، هل يمكن أن يعود إليها مجددًا؟!.

ما يحدث ليس مجرد  أزمة محلية، بل هو ضربة قاصمة لقطاع السياحة، وتهديد لسمعة مصر عالميًا بصفة عامة والأقصربصفة خاصة! فهل يدرك المسئولون حجم الكارثة التي تسببوا فيها؟

رمضان بلا مياه

لم يكن أهالي الأقصر بمنأى عن هذه الأزمة، بل كانوا المتضرر الأكبر، حيث يعيشون أيامًا صعبة في ظل غياب تام للحلول الفورية وتعطل الحياة اليومية.

ومع دخول شهر رمضان، ازدادت المعاناة، إذ تعتمد الأسر على المياه بشكل أساسي في تجهيز وجبات الإفطار والسحور،فضلًا عن الاحتياجات اليومية الأخرى التي بات توفيرها يشكل تحديًا كبيرًا.

في النهاية أتمنى إن تكون المحاسبة والمساءلة هي الخطوة المقبلة، يليها إعداد خطة شاملة لتطوير شبكات المياه والصرف الصحي، مع وضع آليات واضحة لإدارة الأزمات وضمان استمرارية الخدمات الحيوية، لأن ما حدث يجب ألا يتكرر مجددًا، لا في مدينة الأقصر ولا في أي مدينة أخرى.

تابع مواقعنا