استقرار نسبي في أسعار الذهب مع تصاعد توقعات خفض الفائدة
شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية حالة من الاستقرار النسبي خلال تعاملات اليوم الأربعاء، في ظل استقرار أسعار الأوقية في البورصة العالمية.
يأتي ذلك وسط تصاعد الآمال بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مدعومًا ببيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة وزيادة التهديدات الجمركية، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية
قال المهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب شهدت استقرارًا خلال تعاملات اليوم مقارنة بإغلاق تعاملات مساء أمس. وسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4100 جنيهًا، بينما استقرت الأوقية عند 2913 دولارًا.
وفيما يلي أسعار الذهب في الأسواق المحلية:
عيار 24: 4709 جنيهات
عيار 18: 3531 جنيهًا
عيار 14: 2747 جنيهًا
الجنيه الذهب: 32960 جنيهًا
أداء الذهب خلال تعاملات أمس
وفقًا للتقرير اليومي لـ«آي صاغة»، تراجعت أسعار الذهب في السوق المحلية بنحو 45 جنيهًا خلال تعاملات أمس الثلاثاء، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التداول عند 4165 جنيهًا، لكنه اختتم التعاملات عند 4120 جنيهًا.
أما على الصعيد العالمي، فقد شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا بقيمة 16 دولارًا، إذ افتتحت التداولات عند 2951 دولارًا للأوقية، لامست مستوى 2897 دولارًا، قبل أن تستقر عند 2913 دولارًا.
تراجع ثقة المستهلك الأمريكي وتأثيره على الذهب
وأوضح إمبابي أن أسعار الذهب عالميًا شهدت انخفاضًا بنسبة 1.3% خلال تعاملات أمس بسبب عمليات جني الأرباح، على الرغم من التراجع الحاد في مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي.
ووفقًا لمؤشر مجلس المؤتمرات الأمريكي، فقد انخفض مؤشر ثقة المستهلك إلى 98.3 نقطة خلال فبراير، مقارنة بـ 104.1 نقطة في يناير، مسجلًا أكبر تراجع شهري منذ أغسطس 2021. يُعَدّ هذا الانخفاض الثالث على التوالي، مما دفع المؤشر إلى أدنى مستوياته منذ عام 2022.
وتراجعت نظرة المستهلكين تجاه سوق العمل وظروف العمل المستقبلية، بينما تحسنت فقط تقييماتهم لظروف العمل الحالية. كما أظهر التقرير أن التشاؤم بشأن آفاق التوظيف المستقبلية بلغ أعلى مستوى له خلال 10 أشهر.
توقعات خفض الفائدة وتأثيراتها المحتملة
أكد تقرير «آي صاغة» أن الأسواق تترقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخصوص أسعار الفائدة في يونيو المقبل، حيث من المتوقع أن يتم خفضها بمقدار 25 نقطة أساس. وتأتي هذه التوقعات وسط استمرار ضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية وارتفاع المخاوف المتعلقة بالحرب التجارية والتعريفات الجمركية.
من جانبه، أشار تقرير لوكالة بلومبرج إلى أن الذهب ظل مدعومًا في الأيام الأخيرة بسبب التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى تزايد التهديدات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما عزز الطلب على الملاذ الآمن.
التعريفات الجمركية وتأثيرها على الأسواق العالمية
تتجه الأسواق نحو الرابع من مارس، حيث من المقرر تطبيق التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا، وهو ما قد يؤثر على حركة الأسواق. كما يترقب المستثمرون مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، المقرر صدوره يوم الجمعة، والذي يُعدّ المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم.
وفي خطوة أخرى، أعلن الرئيس دونالد ترامب عن فرض تعريفة بنسبة 10٪ على واردات الطاقة من كندا، إلى جانب ضريبة بنسبة 25٪ على السلع المستوردة من كندا والمكسيك، مما يهدد بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
تحليل الأسواق وتوقعات أسعار الذهب
وأوضح محللو كومرتس بنك أن المستثمرين قد يرون أن مكاسب الذهب قد استنفدت، مما دفعهم إلى جني الأرباح خلال التعاملات الأخيرة. ومع ذلك، فإن استمرار المخاوف بشأن التضخم والتوترات التجارية قد يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن في المستقبل القريب.
من جهة أخرى، أفاد محللو ساكسو بنك بأن الطلب على الذهب لا يزال قويًا وسط المخاوف من تصاعد التعريفات الجمركية. ومع استمرار الرئيس ترامب في فرض التعريفات الجمركية على كندا والمكسيك، تظل مخاطر التضخم والحرب التجارية في بؤرة الاهتمام، مما قد يدفع الذهب إلى مكاسب جديدة.
مع استمرار التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية وزيادة المخاوف الاقتصادية بسبب التعريفات الجمركية، يظل سوق الذهب في حالة ترقب مستمرة. وفي ظل البيانات الاقتصادية الضعيفة، قد يظل الذهب وجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن الملاذات الآمنة خلال الفترة المقبلة.
